د . ناظم الربيعي ||
أعادت زيارة قداسة البابا فرنسيس وحجه الى مدينة أور ذات المكانة الدينية المقدسة للأديان السماوية الثلاث الإسلام واليهودية والمسيحية حيث مكان ولادة أبو الانبياء ورائد التوحيد الأول نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام
تعتبر مدينة اور أو بيت نبي الله ابراهيم عليه السلام ذو أهمية تأريخية ودينية كبيرة لكافة الأديان فالديانة اليهودية تعتقد أن ابراهيم أبو الانبياء اليهود وانه اعتنق الديانة اليهودية لذلك فأن مكان ولادته وبيته الذي نشأ فيه في أور هو قبلة اليهود التي يجب أن يقصدها اليهود للحجيج كل عام و التي يجب ان تتوجه اليها انظارهم كونها مدينة يهودية مقدسة وكذلك المسيحيون يعتبرونها اولى المقدسات بالنسبة لهم وواجب عليهم شد الرحال اليها للحج كواجب ديني مقدس كونها ارض نبي الله ابراهيم المقدسة
وما زيارة البابا الاخيرة اليها إلا رسالة واضحة المعاني الى المسيحيين كافة في شتى أنحاء المعمورة مفادها انها الارض المقدسة للمسيحين وهي رمزًا دينيًا تهفوا اليه الأفئدة لإن المسيحين يعتبرون ان نبي الله ابراهيم مسيحيًا
لذلك فأن المسيحين يعتبرون أن مكان مولده وبيته هو مكان مقدس بالنسبة إليهم
لكن ماورد في الآية 67من سورة آل عمران اوضحت وبلا أدنى شك ان نبي الله ابراهيم عليه السلام لم يكن يهوديًا ولا نصرانيا وحاشاه أن يكون كذلك ( ما كان ابراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وماكان من المشركين)
والحنيف هو المائل عن الأديان كلها الى الدين المستقيم
ولم تظهر الديانتين اليهودية والمسيحية الا بعد نبي الله ابراهيم الذي كان موحدًا ومتبعا لأمر الله مستسلمًا لربه ولم يكن من المشركين وأن التوراة والانجيل أنزلا بعد نبي الله ابراهيم بزمن بعيد فكيف يكون يهوديًا أو نصرانيًا
وقد رافقت زيارة قداسة البابا الى مدينة أور دعوات لإعادة وتفعيل مشروع الديانة الابراهيمية أو ما يسمى ( بمشروع البيت الابراهيمي) وردت على لسان البابا في خطاباته وكذلك وردت في خطاب رئيس الجمهورية برهم صالح إضافة الى دعوات سابقة من بعض الدعاة العرب أمثال الداعية الفلسطيني وسيم يوسف وغيره من بعض رجال الدين العرب والعلمانيين على حد سواء الذين يتبنون هذا المشروع الصهيو امريكي بدعم من المخابرات الاسرائيلية والامريكية ودعم مالي خليجي سخي والغاية من هذا المشروع المشبوه هو ضرب المسلمين ومقدساتهم في عقر دارهم فهو يتضمن ضمن ما يتضمنه تحريف القرآن من خلال طبعه مع الانجيل والتوراة بكتاب واحد وبغلاف واحد ليوضع في المساجد وليقرأ من قبل المسلمين
و يتبنى مشروع البيت الابراهيمي أيضًا بناء مسجد وكنيسة وكنيست ( معبد ) في موقع واحد في كل انحاء الشرق الاوسط وبلدان المسلمين كافة ليصلي المسلمون بأتجاه الكعبة واليهود بإتجاه بيت المقدس والمسيحيون في كنائسهم وهذا هو المهم حيث يهدف هذا المشروع ويدل دلالة اكيدة على تكريس أحتلال إسرائيل لفلسطين المحتلة وهذا ما طرحه البابا في زيارته الأخيرة للعراق ورفضه سماحة المرجع الديني السيد علي السيستاني عندما أكد اثناء اللقاء على رفض الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وحق الفلسطينين في العيش بوطنهم
وهذا المشروع المراد منه التطبيع مع الكيان الصهيوني وإنهاء القضية الفلسطينية برمتها ومن ثم الاعتراف باسرائيل كدولة وكيان و تبادل السفراء كما يحصل الان مع بعض الدول العربية والخليجية وهي محاولة من جانب اخر لهدم الدين الاسلامي الحنيف من خلال طبع القرآن الكريم والتوراة والانجيل بكتاب واحد وهذا أمر مخالف لنص القرآن الكريم حيث ورد في الآية3 من سورة المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الاسلام دينًا) والاية 85 من سورة آل عمران ( ومن يبتغي غير الأسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )
فعلينا الحذر الحذر من هذا المشروع المشبوه والخطير الذي يراد منه دس السم في العسل أوله التطبيع مع الكيان الصهيوني واخره هدم الدين الاسلامي الحنيف
وهذ لم ولن يحصل مطلقا
https://telegram.me/buratha