بهاء الخزعلي||
"لطالما دافعة عن عائلتي لكي لا أصبح دمية يحركها الآخرين بالخيوط"، هذا ما قاله (دون فيتو كورليوني) لأبنه مايكل في المشهد الأخير قبل وفاته من فلم العراب (The Godfather)، تلك الرواية العالمية للكاتب الإيطالي صاحب الجنسية الأميركية ماريو بوزو، أنا على يقين أن ٣٥ مليون من الشعب العراقي لم يقرأها أو يشاهدونها كفلم سينمائي، ومن قرأها أو شاهدها من البقية مر عليها مرور الكرام.
إن يقيني بما قلت ينبع من خلال رؤية الواقع السياسي الحالي، والمشاهد المتكررة في البلاد وبعض التصرفات الطائشة من العراقيين شعبا وحكومتا، تدل أفعالهم على أنهم دمى تحركها الخيوط، وأي خيوط تلك خيوط رعاع القوم من آل زايد وآل سعود أمثال طحنون والسبهان وآل الصباح وغيرهم، وأنا كذلك على يقين أن هذه العوائل المستنسخة من العوائل الغربية ذات النفوذ الدولي والتي تتحكم بالقرار السياسي، هي أيضا دمى تحركها رجالات العوائل الغربية لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية، لذلك تجدهم يمتلكون المال والقوة لكنهم عبيدا عند الأجانب أسود على أبناء جلدتهم.
على سبيل المثال عندما يذهب فائق دعبول، للكويت ليطلب منهم أن يتوسطوا له عند سليم الجبوري، ليجعله عضوا في اللجنة البرلمانية التي ستذهب للتفاوض مع اللجنة الكويتية حول خور عبد الله، ماذا سيكون موقفه هل سيكون مساند للعراق، أم ممتنا للكويتيين الذين منحوه تلك الفرصة؟
أو عندما يطالب عدة أشخاص بتغيير الحكومة ولا يتغير سوى رئيس الوزراء، ويبقون على باقي الفاسدين في مناصبهم، هل هذا يدل على وطنيتهم؟
أو عندما يقدم شخص سياسي متقلب الآراء بتصريح تلفزيوني، على إعطاء ملكيته من أراضي واسعة للمحتل هل يعتبر صاحب مشروع وطني؟
وعندما يقدم نفس الشخص بتصريح تلفزيوني، أن قوات الحشد الشعبي إذا لم تخرج من محافظاتهم تعتبر قوات احتلال، ثم تتبع هذا التصريح عمليات إجرامية تستهدف الحشد العشائري، وتتناغم معها مطالب من محافظ تلك المحافظة الذي يربطه الرابط العشائري بذلك السياسي، بعد مقابلته للسفير الأميركي، فيأتي بدعوى بخروج قوات الحشد الشعبي من تلك المحافظة، ألا يعتبر ذلك عداء موجه للحشد بدوافع تتناغم مع مخططات الاحتلال الأميركي؟
هل عندما يأتي شخص مثل طلال الحريري ويقول كل من يحمل عقيدة دينية ويمتلك سلاح هو إرهابي، ثم يريد أن يطبع مع الكيان الصهيوني الذي يمتلك تطور عالي على مستوى التسليح، وهم من قامه كيانهم على عقيدة دينية بأنهم شعب الله وتلك أرضهم الموعودة، أليس هذا التناقض كفيل بأن يبين لنا أن مشكلته ليس الدين بل هي عملية تهجم على دين واحد وهو الدين الإسلامي؟
ثم تقدم الحكومة على تسفير عوائل الدواعش إلى أوطانهم، فيصبح الداعشي مطمئنا على عائلته من أي ضرر قد يصيبهم، فيصبح متحررا من القيود، ألا يعطيه ذلك مساحة أكبر لتنفيذ عمليات أكثر وهو طليق؟
كل هذه الأحداث والقرارات تنبأ بوجود مخططا كبيرا يستهدف به الوطن وحماته، ويجب على الشعب أن يميز عدوه من صديقه ومن مبدأ (أعرف عدوك تأمن مكره)، كل هذه التساؤلات تحتاج إلى ثورة وعي فكري، توجه إلى الشعب الذي أختلطة عليه الأمور فأصبح يساق الى الفتنة بسهوله.
قد يسألني سائل وما دور ممثلين الشعب في الحكومة؟
يا عزيزي أغلب الساسة لديهم مصالح اقتصادية في دول الخليج والغرب، وبما أنه رأس المال جبان فلا ترجوا منهم أن يضحوا بمصالحهم باتخاذ قرار سياسي وطني فكلهم دمى يحركها الآخرين بخيوط.
https://telegram.me/buratha