أ.سوسن خليل ||
" السياسة" وبحسب المفهوم اللغوي مشتقة من ساس فعندما نقول ساس الأمر أي قام به ودبره،وساس القوم اي تولى قيادتهم وعني بأمرهم،فالسياسة هو فن حكم الدولة خارجيا كان أو داخليا، وعليه يجب أن يكون قادة التجربة السياسية صناعا للقرار الذي ينجي من صراع عنيف ويسهم في إحلال السلام، وفي خضم هذا الميدان نريد أن نسلط الضوء علی دور المرأة وحضورها في العمل السياسي أو دورها وحضورها في مجال الإعلام السياسي، إذ ما زالت المرأة تفتقد إمكانية التأثير في المجتمع السياسي رغم مشاركاتها الفعالة في عديد من الثورات ضد الصراعات السياسية ومع وجود كثير من الشخصيات النسوية اللاتي شاركن في انتخابات برلمانية أو منظمات ومجالس محلية إلا أن فكرة وجود المرأة ضمن السياق السياسي مهمش بسبب الفكر المتحجر والمتطرف في أغلب الأحوال،
وعلی الرغم من انخراطها في حياة السياسة لكن العراقيل أمام تفعيل دورها القيادي كثيرة، فالخوف من ممارسة العنف ضدها او ضد عائلتها يضعف عملها السياسي وتهديد بعض الجهات ضد وجودها بينهم يقيد تحركاتها، بل إن اغلب اصحاب التحجر الفكري يحاولون اجهاض كل محاولة تغيير تقودها المرأة، ونتأسف لان المجتمع نفسه غير متقبل لوجودها كصانعة لقرار دولي ومحلي، معتبرين وجودها في البيت مع أولادها أفضل وليس لها اي حقوق في المشاركة السياسية رغم وجود الدعوات باشراك المرأة والاخذ بآرائها وتثمين حقوقها بقوانين عديدة الا ان المجتمع السياسي يفضل دور الرجل علی دورها!!
ومع كل هذه العراقيل والمعوقات الي تحجم دور المرأة سياسيا إلا أنها كافحت وناضلت للوصول الى مراكز حيوية مهمة وفعالة واستطاعت الحصول على مناصب تنفيذية وتدرجها ضمن أحزاب سياسية يعكس مدى نجاحها في فن الحكم وصنع القرار.
أما عن ظهور المرأة في الإعلام السياسي ومشاركتها وافساح المجال لها لتبدي وجهة نظرها وتبث رؤيتها الخاصة وتحلل الأحداث كما هو الرجل الذي أخذ فرصته كاملة في هذا الميدان، فهو ظهور خافت وضعيف جدا، وذلك بسبب عدم الاستقرار الاداري والقانوني للبلد، وعدم وجود ضوابط اعلامية تضبط عملها، وعدم وجود مساحات كافية لحرية التعبير، فلهذا أُبعدَت المرأة أو نأت بنفسها عن هذا الميدان ،حفاظا علی بيتها وأسرتها، وليس من باب انها لا تصلح للخوض في الجانب الإعلامي!! ولو كانت المنظومة القانونية قوية، ومفاهيم حرية التعبير واضحة ومتاحة لكان حضور المرأة الإعلامي في ميدان الساسية قويا ومدويا ولاسيما وأنها تستطيع التفكير والتخطيط بأمور عديدة في آن واحد بخلاف التفكير الأحادي للرجل!
وفي النهاية لابد أن نشد علی أيدي النساء المنخرطات في العمل السياسي، ولابد أن نثقف لحضور المرأة ورفع صوتها الإعلامي والسياسي.
https://telegram.me/buratha