علاء عبد الطائي ||
تتسارع الخطى العراقية (حكومة السيد الكاظمي) بالدعوة لعقد مؤتمر الحوار الوطني العراقي..
فقد شهدت الساحة العراقية من قبل عدداً من المبادرات التي تتعلق بالحوار الوطني بدأً من مؤتمر القاهرة فترة حكومة الجعفري، وآخرها دعوة السيد مصطفى الكاظمي للاطراف السياسية لحوار وطني.
وفي غمرة المناخ السياسي المرتبك ، عادة ماينطق سؤال هل العراق بحاجة إلى مؤتمر لحوار وطني؟
ففي الوقت الذي أعلنت أطراف موالية لحكومة السيد الكاظمي رغبتها بالموافقة على المشاركة (قبل الإعلان عن ورقة المؤتمر وابعاده وأهدافه والياته ومخارجه)وماهي مواصفات الشخصيات التي تدعى للمشاركة وهل سيتم استبعاد شخصيات وطنية، تتبنى سياسات المقاومه للاحتلال الامريكي مثلاً؟
فيما رفضت اطرافاً أخرى معارضة لسياسات السيد الكاظمي وإدارته للبلاد قبل النظر بطبيعة الحوار ومفرداته ومخارج الحوار.
وفيما إذا يندرج هذا الحوار تحت عنوان وطني، ولصالح أهداف، لها علاقة بالمواطن والهوية الوطنية.
وهدفه في ذلك تحريك عجلة الحياة في بلد يتلمس الطريق إلى الحياة بمشقة بالغة.
وللطرف الرافض من القناعات مايجعلنا نتسائل عن فحوى هذه القناعات ومدى تقبل الواقع السياسي؟ مايعني في النهاية العودة إلى أجواء المناكفات السياسية (القديمة _الجديدة) من جديد والطعن بشرعية المؤتمر والتشكيك بمصداقيته، وبالتالي التقليل من أهمية النتائج التي سيتمخض عنها.
فهل سيكون مؤتمر الكاظمي مقدمة لبعض الحل الذي تنتظره الساحة العراقية ام مقدمة لعقدة سياسية سيتأسس على ضوء نتائجها مشكلات قادمة؟
ونقول.. إن الخلافات العراقية لايمكن أن تنفض بوجود مؤتمر وطني لم تعرض اهدافه وآلياته ومخارجه وماهي الأطراف السياسية والجهات العربية والواجهات الدولية التي تشارك في المؤتمر؟
كما أن الخلافات العراقية لاتحل بوجود دور خارجي بقدر ماهي بحاجة إلى اجتماع عراقي واسع يستوعب كامل الاطياف القومية والدينية والمذهبية يفضي إلى إجماع هو اشبه بوثيقة "اجتماعية سياسية أخلاقية" تتجاوز كل العقد وتتبنى خيارات حقيقية لبناء وطن جديد قائم على اساس آراء العراقيين جميعاً وليس قائم على تصورات فئة او حزب أو جماعة مهما كان لونها وحجمها في الساحة السياسية..
إن تلك الحاجة لن تستطيع (الحكومة العراقية) _وهي مشكورة على كل حال _من تأديتها والقيام بها وربما ستتحول جهودها المضنية، في ظل الظروف السياسية والامنية الملتبسة إلى أعباء حقيقية لاتلقى على كاهل المجموعات السياسية القائدة والمتصدية صاحبة النفوذ والحظوة، بل على كاهل المواطن العراقي الذي ينظر من بعيد وبحذر شديد
لما يجري من حركة في الصالونات السياسية في تفاصيل اللوحة الوطنية السياسية الداخلية.
المرجح ان دوره سيأتي عند حلول الانتخابات دور المنتفضالذي يصرخ بالجميع بالدعوة للكف عن التلاعب بمصيره.
إن تغليب" المصلحة الوطنية، والدعوة إلى مكاشفة حقيقية، ورفع شعار الحوار الوطني" ركائز نهوض مجتمع لا يرغب العودة إلى حضيرة أبناء الذوات ولغة الأسياد ونجد ان شعار الحوار الوطني هو الاجابه الميدانية الحقيقية القادره على الحد من التوتر الحاصل مع قرب حلول انتخابات تشريعية..
إن القوى السياسية العراقية الحقيقية، والتي تشعر بالرغبة، في بناء العراق الجديد وفق أسس منطقية وعادلة وواقعية.. عليها مسؤولية إجراء حوار بناء مع أي من هذه الأوراق المطروحة سيما ورقة (أزمة العراق سيادياً) فهي بلا شك هدفها الأساس تنقية أجواء المجال السياسي المشترك وماعلق من شوائب وملاحظات وعُقَدْ، و طموحها (ورقة بحرالعلوم) وهي تلامس الإصلاحات الديمقراطية التي من المفترض أن تطال كافة القواعد البنيوية في المجتمع سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية وثقافية.
وبناء جبهة "نخبوية " قادرة بقوة المنطق ومنطق القوة العقلانية على فرض الحلول الوطنية التي تكمن فيها مساحة الأمة.. كما أن مكاشفة "المستهدف" الفرد العراقي، والدخول معه في حوار مفتوح له علاقة بالأهداف العالية والمسؤوليات الرسالية الكبيرة، بحيث يفهم انه هو كل العملية السياسية وليس جزءاً منها وعنصر هام في المعادلة العراقية، وبالتالي سيوضع المواطن في مناخ ميداني اكثر انضباطاً واستعداداً لتنفيذ مهمات ومسوؤليات لها علاقة بمصلحة الشعب وفي صميمها.
https://telegram.me/buratha