حسين فلسطين ||
مما لا يقبل الشك أن المنطقة العربية بتأريخها الحديث قد خضعت بشكلا مطلق لدول الاستعمار التي رعت وعززت الحكم الفردي واناطة مهام إدارة دولها لعوائل لا تمتلك أدنى المقومات سواء الفنية او العلمية وحتى الأخلاقية.
وكأي دولة عربية يعاني الشعب الاردني من الفساد والدكتاتورية وهو لن ولم يتوقف عن مطالبته بالإصلاح وتغيير نهج وسلوك حكامه الذين اعتادوا عدم النظر لشعبهم وانشغالهم الدائم بكيفية إرضاء الكيان الصهيوني في جعل الأردن مركزا لأبتزاز دول المنطقة من خلال تطوعها بجعل أراضيها ومؤسساتها ومقدرتها مركزا للأرهاب والتآمر .
ويبدو أن مسألة إلاصلاح في الأردن شبه مستحيلة نظرا لطبيعة النهج السياسي الفريدة للنظام وارتباطاته المشبوهة بالدول المستعمرة كالكيان الإسرائيلي ومع ذلك فإن النهج في الحالة الأردنية مرتبط بتاريخ وفلسفة انشاء الدولة في بداية عشرينيات القرن الماضي فكل ما تشكو منه الدولة الاردنية ويشكو منه الشعب من اختلالات سياسية واقتصادية ومالية واداريه واجتماعيه وفقدان القرار الوطني ومفهوم المواطنة والهوية الوطنية هو نتيجة مباشره لسياسات داخليه ما كان لها أن تكون مرتبطة بالضرورة بنهج الطبيعة الدكتاتورية بل بعدة أمور منها ما يتعلق بالنهج السياسي المرتبط بشخص الطاغية عبد الله ومنها ما يتعلق بحالة الانغماس التأريخي بين العائلة الحاكمة وما بين نظام الطاغية صدام وعائلته ، كذلك فإن الرعاية السعودية لها ما يناسبها من تأثير لا يختلف من حيث المفهوم والنهج عن غيرها من الدكتاتوريات.
وبطبيعة الحال فإن الأردن لا تختلف كثيرا عن الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية وأنها كنظام وسلوك لا يهتم إلاّ بكيفية خدمة المشروع الصهيوني والمساعدة في ضرب امن الشعوب ودول المقاومة وحركات التحرر وبذلك فإن أعطى ديكتاتورية الأردن هي وجه حقيقي لدكتاتورية صدام بخصوصيتها الشاذة كدكتاتورية غير وطنية .
جسد ملك الأردن أبشع صور الدكتاتورية والإرهاب مع الجميع فشعبه الجائع لا يتنعم بما يتنعم به ازلام الطاغية صدام وان الشعب الفلسطيني كان ولا زال ضحية تبنيه حل الدولتين الظالم مع الكيان الإسرائيلي المؤامرة الأردنية التي سرقت فلسطين ، كذلك فإن الملك الدكتاتور كان لا زال راعيا للأرهاب والتطرف والغلو في العلاقة مع حركات إرهابية قتلت مئات الآلاف من العراقيين والسوريين وهو شريك في قتل وتجويع الشعب اليمني اضافة لوقوفه إلى جانب السلطات البحرينية من خلال إعداد المليشيات الإجرامية التي تقتل الشعب البحريني يومياً !
أن اعتياد الملك على سفك الدماء ونشر الخراب وتدمير الشعوب وتجويعهم و إدمانه على ظلم الرعية جعله لا يرحم من حوله وإن كان أحد أفراد عائلته كأن يكون شقيقه غير الاخ ( حمزة بن الحسين ) الذي يواجه أخيه الذي اثيرت حفيظته لمجرد جملة انتقد فيها وضع الأردن المعيشي وحالة الفساد الذي تعانيه منذ زمن ليس بالقريب.
أن اشتداد الأزمة والخلاف العائلي بين ( عبد الله ) و ( حمزة ) ونشوب صراع التصفية وجه آخر من أوجه الشبه بين النظام البعثي المجرم والنظام الاردني وإن ما يحدث اليوم دليل على أن الأردن في أبشع صورها الدكتاتورية الداعمة للأرهاب وتقييد الحريات ومحاربة حرية التعبير عن الرأي ، فأذا كان الامير الاخ عاجز عن التعبير عن رأيه فما بالنا وعامة الشعب !
https://telegram.me/buratha