رياض البغدادي ||
مختصر تفسير الآية (٣) من سورة (المؤمنون)
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»
وهي الصفة الثالثة من صفات المؤمنين الذين بشرهم الله بالفلاح ، وقيل في اللغو أقوال :
1. اللغو هو كل كلام حرام أو حلال لا ضرورة فيه .
2. أو هو ما كان حراماً بدلالة قوله تعالى ( لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ) فعدم المؤاخذة قطعاً لا تشمل الحرام .
3. وقيل ان اللغو هو المعصية في القول والكلام .
4. أو إنه المباح اللاضرورة فيه .
وقيل ان اللغو كل ما ألغاه الدين من قول ، فوجب أن يكون حراماً وقد يكون اللغو كفراً ( لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ) فصلت 26. وقد يكون كذباً ( لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ) الغاشية 11 ، وقد مدح الله تبارك وتعالى أهل الإيمان بأنهم يعرضون على اللغو فلا يفعلونه ولا يرضون به ( وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) الفرقان 72 .
ومن هذه الآية نعلم ان الله تبارك وتعالى بنى التكليف على قاعدتَيْ الترك والفعل، فلما مدح الله فعل المؤمنين في خشوعهم، ذكر مباشرة تركهم، ومنه تركهم للغو .
رويَ في أمالي الصدوق ان الامام علي بن أبي طالب (ع) قال: "جُمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر، والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه إعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عِبراً وسكوته فكراً وكلامه ذكراً وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره ".
وعن الإمام موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: «مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) برجل يتكلم بفضول الكلام، فوقف عليه، ثم قال:
" يا هذا إنك تملي على حافظيك كتاباً إلى ربك فتكلم بما يعنيك ودع مالا يعنيك "..»
https://telegram.me/buratha