مثنى الطائي ||
تعدد مُسميات .. ووحدة عدو ومواقف؟
إن الظروف التي أحاطت بثورة وحركة الثائر العقائدي والمقاوم الرسالي والقائد الايماني لغطرسة حكام ال امية وال الزبير لع وحكمت عليها آنذاك التابعي الجليل المختار ابن ابي عبيدة الثقفي رض وقيامه المبارك للاخذ بالثأر من قتلة الامام الحسين عليه السلام واهل بيته في واقعة طف كربلاء تشبه الى حدٍ كبير بعض الظروف التي نحياها اليوم من جوانب متعدده من حيث الساحتين الايمانية والاخرى المعادية:
فالساحة الايمانية والحاضرة الاجتماعية شهدت هناك ضخٌ اعلامي عدائي ممول وكبير وممنهج استهدف تلك الثورة المباركة التي لو كتب لها النجاح والظفر لحققت نصرٌ عظيم للمسلمين واقتدارٍ كبير للمؤمنين وارست لهم دعائم عزتهم ، لكن اُستهدفت هذه الثورة من داخلها وعن طريق الاعلام المُضلِل المنحرف والحرب الفكرية والهجمة الثقافية والنزعة القومية والعصبية البدوية التي مُرست بقوة وحُيكت بشده ضد هذا المجتمع لاجل تمزيق وحدتهم وتفريق جمعهم واضعاف قوتهم واخلال شكيمتهم وتبديد عزيمتهم وتذويب قدرتهم ، حينما ارادوا شق عصى الامة من خلال بذر العنصرية القومية التي تتعارض مع روح وتعاليم الاسلام وتقسيم عساكر الجيش الى اعاجم وعرب حينها نجح العدو الى حدٍ بعيد في تمرير مشروعه وتحقيق مُراده والذي ساعدهم على ذلك هو الجهل الذي خيم على عقول الكثير وما امتازوا به من قلة وعي وخمول البصيرة ، كذلك طفح حالة التواكل والتواطئ والخُذلان في نفس هذه الحاضرة الاجتماعية والتسليم لترهيب العدو وترغيبه حتى تمكن من زرع الشك في نفوسهم وغرس رمح غدرهِ في قلب جيش المختار رض ، بعد إن حذرهم بما تأول اليه عاقبتهم حال تصديقهم بوعود عدوهم الكاذبة وتسليم رقابهم اليه ليمكنوه من الانقضاض عليهم ويحقق فعلته بهم بقتلهم جميعا كالنعاج المجزر ، ليطووا صفحة تاريخهم بعارٍ لايمكن محوه من ذاكرة التاريخ ونسيانه من اذهان الاجيال المتعاقبة
الامر الاخر هو رصف العدو صفوفه وتوحيد قواه وتوظيف امكاناته وقدراته لانجاح مشروعه الذي استهدف ذلك القيام المبارك وتلك الثورة العقائدية الثأرية التي اقتصت من قتلة الامام الشهيد الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه وشيعته والحيلولة دون اكمال مشروعها في القيام ومجابهة دولة الفاسقين وإنهاء وجودها وحكمها الجائر الذي حرف تعاليم الاسلام وشوه مبادئه وبدل تعاليمه وغير حكامه ، بأيادٍ غلب عليها الانانية والخُذلان والجهل والطيش والفساد ليكونوا المعول الذي انهى وجود هذه الثورة المباركة وسارع في إطفاء وهجها وإنهاء مشروعها وقتل رجالها وقادتها لتبقى شاخصة في ذاكرة التاريخ عبر العصور ، فياترى هل لنا ان نأخذُ العَبرة والعِبرة ونعتبر من تلك الدروس التاريخية والقران الكريم يقول لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ ، فيا اهل العقول والافهام استفيدوا واتعضوا من هذه المنعطفات التي حدثت في التاريخ وخذوا منها العِبر ، فمشروع العدو واحد واهدافه واحده وإن تعددت مسمياتهم وعناوينهم وادواتهم واساليبهم ، والا يتمكن منكم جميعا .. حينها لا يرحمُنا التاريخ ابدا ولاتُسامحنا الاجيال ولا يُفيدنا حينئذٍ عض اصبع الندم .
https://telegram.me/buratha