عمّار الولائي ||
فلسطين أرضٌ إسلامية.. أرض الأنبياء والأولياء.. أرض إبراهيم وإسحاق ويعقوب و يوسف وداوود و سليمان، فهي أرضٌ سكنها الفلسطينيون قبل اليهود ولكن الله -تعالى- جعلها أرضاً مباركة وَوُعِدَ بني إسرائيل بها على لسان موسى وهارون ، وفعلا دخلها اليهود زمن طالوت والنبي أشموئيل بعد أن هزموا الفلسطينين (الكفرة آنذاك) بقيادة جالوت ﴿فَهَزَموهُم بِإِذنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوودُ جالوتَ وَآتاهُ اللَّهُ المُلكَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمّا يَشاءُ وَلَولا دَفعُ اللَّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذو فَضلٍ عَلَى العالَمينَ﴾[البقرة: ٢٥١] وبقي بنو إسرائيل يحكمون بها إلى أن أفسدوا فحلّت عليهم عقوبة من الله تعالى فتم طردهم من الأرض على يد نبوخذ نصر سنة ٥٨٦ قبل الميلاد وسباهم إلى بابل، و بقى اليهود في بابل قرابة ٧٠ سنة حتى جاء الملك كورش الفارسي وأرجعهم إلى فلسطين مرة أخرى زمن النبي العُزير، ولكنهم طغوا مجددا فتم طردهم مجددا سنة ٧٠ بعد الميلاد على يد الرومان وهدّموا الهيكل مجددا (هيكل سليمان) وانتصر المسلمون على النصارى وصارت فلسطين أرضاً إسلامية (لا عربية ولا يهودية) تبع للمسلمين يؤخذ من النصارى الجزية فيها ولا يوجد فيها يهودي واحد، وبقيت كذلك إلى أن تحكَّمَ بنا الإنجليز فأهدوا أرض فلسطين الإسلامية (لا العربية) إلى اليهود (كدين لا كعرق) ليعلنوا كيانهم الغاصب عام ١٩٤٨ م.
ومن هنا نقول بأنّ قضية القدس هي قضية إسلامية بامتياز وهي مسؤوليّة المسلمين جميعاً، فهي قبلة المسلمين طيلة ١٤ عاماً ونصف العام تقريباً كما في الأثر، كان المسلمون يتوجهون إليها في عباداتهم وصلواتهم ثم تحوّلت القبلة الى الكعبة المشرّفة.
من مؤتمر أحبّاء صهيون ١٨٨٤ الى مؤتمر بازل ١٨٩٧ الى التهجير اليهودي المنظّم لفسلطين (١٨٨٢-١٩٠٤)الى توصيات بانرمان ١٩٠٧ الى وعد بلفور ١٩١٧ الى إقرار عصبة الأمم الانتداب البريطاني لفلسطين بهدف تحويل فلسطين لوطن لليهود ١٩٢٢ الى اجتياح فلسطين الى قيام اسرائيل الى إعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل الى صفقة القرن وإعلان التطبيع مع عربان الخليج والأعراب المتأسلمين وصولاً إلى اجتياح حي الشيخ جرّاح في القدس حالياً… الخ كلّها مراحل من التخطيط والمؤامرات هدفها السيطرة على القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث (معبد سليمان) على أنقاض الأقصى كي يأتي المسيح المخلّص(الدجّال) ويخلّصهم من شرور إيران كما يزعمون!
قال بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني قولته الشهيرة وردّدها من بعده مناحيم بيغن مؤسس حزب الليكود وسادس رؤساء وزراء الكيان : لا قيمة لإسرائيل من دون القدس، ولا قيمة للقدس من دون الهيكل!! وقال نائب رئيس المعارف الإسرائيلي السابق (موشى بيلد): الهيكل هو قلب الشعب اليهودي وروحه
إنّ اختيار السيد الإمام الخميني (ره) يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان له بعد استشرافي دقيق وعميق جداً، لانه سيكون بعد ساعات فقط من الصيحة الجبرائيلية في ليلة القدر والتي ستحدث في ليلة جمعة، فتخيّل زخم الجماهير وهي تُحيي يوم القدس بعد إن سمعت النداء السماوي ببضع ساعات بظهور المولى (أرواحنا لمقدمه الفدا). ستكون ثورة جماهيرية عالمية للمجاهدين وللمنتظرين الممهّدين.
ختاماً نقول أنّ القدس ليست قصة الفلسطينيين فحسب، بل هي قصة لها تداخل عظيم مع معتقداتنا، فهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين ، وهي الفتح المهدوي المبين القادم، وهي حديث الجنود الذين سيدخلون المسجد ويتبّروا ما استعلى به الصهاينة تتبيرا، وهي قصة كرامة أُمّة منهوبة وعزٍّ مُفتَقَدٍ ولا يمكن أن تهدأ هذه الأمة إلّا باستعادتها، وأن يكون وعدُنا المرتقب و أنّها سيتم تحريرها على يد إمام الزمان( أرواحنا فداه) بمعيّة الراية الخراسانية وعصائب العراق الروائية وأبدال الشام هذا يكفي لاعتبار القدس والقضية الفلسطينية من القضايا المحورية.
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه(وآله) وسلم قال : (لا تزال عُصابة من أُمّتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله ، لا يضرُّهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)📚المصدر: مجمع الزوائد ج١٠ ص٦٠
وعنه ص أيضاً: ( تخرج من خراسان رايات سود لا يردُّها شئ حتى تنصب بايلياء) يعني بيت المقدس ) الفتن، لنعيم بن حماد المروزي، ص ١٢٢
· سنصلي في القدس
· سيأتي حتماً
· القدس أقرب
https://telegram.me/buratha