عدنان جواد ||
يبدو ان الطائفية ودعاتها لازالوا لا يجيدون غيرها، وكما كتب عنها الكتاب وذكرها التاريخ، انها لا تغيير دين ولا تفرض ثقافة او فكر ، فاين اسلام السيف والقوة في اسبانيا ؟
بعد ذهاب القوة ذهبت وتم حرق المسلمين وهم احياء، بينما الاسلام موجود في الهند والصين وروسيا بالإقناع وتطبيق تعاليم الاسلام السمحة جلبت الاخرين لصفوفه كالتتار وغيرهم، والبعض من علماء وشخصيات ادبية غربية اعتنقت الاسلام نتيجة لحقائق علمية، فهي كانت بضاعة للحاكم للبقاء في الحكم، وقد كتب عنها الدكتور علي شريعتي في كتابه التشيع الصفوي والتشيع العلوي.
ومع اقتراب موعد الانتخابات تزداد الاصوات التي تتبنى الخطاب الطائفي المتشنج لأثارة النعرات الطائفية، فهل ان السلم الاهلي مازال مهدداً بوجود طبقة سياسية ووسائل اعلام محرضة تصطاد في الماء العكر؟، حدثت سابقاً معارك ومذابح طائفية كانت في عام 2006 و 2007 اشد وطأة، إلى دخول داعش.
واليوم ومع وجود بقايا داعش اخذت تتحرك في حزام بغداد ومناطق الطارمية وديالى وصلاح الدين وكركوك مؤخراً، وتحركات مسعود برزاني لاستعادة كركوك، فهو منذ تأسيس العملية السياسية خنجر غدر، فقد احتضن كبار مجرمي البعث والطائفية كطارق الهاشمي ورافع العيساوي وشيوخ المنصات ، فهو دائماً يساهم في اضعاف الدولة العراقية سياسياً واقتصادياً .
ففي كل الموازنات هو يأخذ ولا يعطي وياليت يعطيها للمواطن الكوردي، ولكن لا احد يذكره بشر رغم انه من يحرك الطائفية والقومية، وفي اخر موازنة لهذه السنة 2021 وبعد توقيع حكومة ابن اخيه على تسليم مبلغ بيع 250 برميل من الاقليم وبعد شهرين من اقرار الموازنة لم تسلم اي مبلغ للحكومة الاتحادية ، والمنافذ في الوسط والجنوب تطبق تعليمات الحكومة الاتحادية في فرض الرسوم والضرائب وتمنع بعض المواد والسلع من الدخول لوجودها في السوق العراقي ولتشجيع المنتوج المحلي، لكن منافذ الاقليم لا تفرض الا نسبة قليلة تبلغ 5% وتسمح بدخول سلع ممنوعة من قبل الحكومة المركزية، فتجد اغلب التجار واصحاب الشاحنات يتجهون للإقليم بدل المنافذ الاخرى.
والحكومة عاجزة عن منع دخول تلك الشاحنات وفيها ضرب للاقتصاد واضعاف للدولة لكن مع الاسف من في مصدر القرار دائماً يجامل على حساب مواطنية، وفي الجانب الامني وفي هذه الايام ارتفع عدد التفجيرات والاغتيالات في كركوك وقبل الانتخابات بعدة شهور، وبرغم احداث داعش وما فعلته خلال احتلالها المدن من جرائم بشعة بحق ابناء تلك المناطق .
لكن البعض لازال يقدم العون في الاختباء والاحتضان لعناصر داعش، وغطاء سياسي ودفاع عن عوائل داعش ومنح رواتب بتسميات المغيبين، وفي المقابل ترفض طلبات عودة من حرروا المدن لعملهم السابق.فقد نشرت بعض وسائل الاعلام المغرضة رفع صورة بمناسبة يوم القدس العالمي في اخر جمعة من شهر رمضان في الأعظمية تثير الشباب هناك فيطلبون رفعها، وفيها صورة للمرشد السيد علي خامنائي وزعيم الثورة الامام الخميني(قدس).
للتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني وان القدس اسلامية وعربية وهي قبلة المسلمين الاولى، وهو يوم نصر المستضعفين على المستكبرين الصهاينة وداعميهم، فهو لكل المسلمين وهو عابر لكل الحدود، والعجيب في الامر ان دعاة القضية الفلسطينية من القادة العرب الذين صدعوا رؤوسنا بشعارات فلسطين عربية والقدس لنا.
ولكن اتضح حقيقة ان تلك الشعارات كانت كلها شعارات كاذبة، فاليوم هم يقولون ان اسرائيل دولة صديقة والفلسطينيين يجب عليهم القبول بالتعايش مع الصهاينة، وبدل من ذلك يطرحون الطائفية والدولة الفارسية وعدائها للعرب!، واتضح من رفع تلك الصورة هي جهة سياسية مترشحة عن نفس المنطقة، وهي نفسها من تثير التصريحات الطائفية، والحقيقة الواضحة ان البعض يثير النعرات الطائفية بالتغطية على الفساد الذي يمارسه، والذي يريدونه ان يستمر، اضافة للاستفادة من بضاعة الطائفية الفاسدة في الانتخابات القادمة.
ولذلك فاذا ارادت الحكومة التي تدعي انها وطنية وانها ضد الطائفية، والبرلمان الذي يدعي انه في خدمة الشعب وانه يمثل ارادة المواطن، ان يتم اقرار قانون الاحزاب ومعرفة مصادر تمويلها، وبرنامجها الحقيقي حتى لا تستمر اللعبة السياسية الحالية الفساد موجود ولا يوجد اي فاسد خلف القضبان من الحيتان، وتشريع قوانين تجرم الطائفية وتحاكم من يثيرها ومن اي جهة كانت، وليس من يتكلم بالطائفية ويحرض الناس وهو باقي في منصبة في الحكومة او البرلمان لأنه من كتلة سياسية لها وجودها في العملية السياسية، فالكثير من المحرضين والذين تسببوا قتل الالاف من ابناء الوطن، يعيدون تسويق انفسهم في الانتخابات القادمة ولا توجد اي موانع لترشحهم، والتساؤل البرئ هل القدس عربية ام فارسية!.
وماذا تقدم الجمهورية الاسلامية الايرانية اكثر من تحرير فلسطين قضية العرب الاولى كما يسميها القوميون العرب، وماذا تفعل حتى لا يقال عنها طائفية، فهي قدمت خيرة قادتها وعلمها وخبراتها لخدمة القضية الفلسطينية، وهي من افشلت مخطط داعش لتفكيك البلدان العربية وصفقة القرن لكن هذا مصير صاحب الحق دائماً يقف الجميع ضده ولكن في نهاية المطاف سيكون النصر حليفه وهذا وعد رباني.
https://telegram.me/buratha