بهاء الخزعلي||
منذ العاشر من مايو وصواريخ المقاومة تعزف سمفونية النصر في فلسطين، كلما تعهدت بتوقيت البهاء أوفت عهدها بالدقة العسكرية والزمنية، المعادلة في هذه المعركة قد قلبت، موازين القوى تغيرت، وقد تجني المقاومة ثمارها قريبا، حيث وضعت المقاومة الفلسطينية حكومة الاحتلال بين فكي كماشة، ما بين الانتفاضة والاشتباكات وما بين القصف الصاروخي الذي زين الأجواء بالنور والنار.
● تكتيك المقاومة:
* منذ البداية اعتمدت المقاومة على تكتيك النسق التصاعدي بضرباتها الصاروخية.
* استهدفت أولا في القدس وليس في غلاف غزة لتعلنها واضحة لدينا إمكانية بالتصعيد والصمود.
* استهدفت المقاومة مناطق غلاف غزة بالقصف الثاني لكي تنتظر ردت فعل الاحتلال إذا ذهب للتخفيض خفضوا وإذا ذهب للتصعيد صعدوا.
* نفذت عملية مصورة على سيارة للاحتلال بصاروخ نوع (كورنيت) لتعطي انطباع للعدو بعدم الذهاب لخيار الاجتياح البري وإلا لن تسلم دروعه وآلياته وهذا ما يفسر لنا ذهاب الاحتلال لخيار القصف من خلال الزوارق البحرية.
* استهدفت المقاومة مستوطنات الكيان ردا على الغارات الجوية للعدو، حيث تعلنها لا يوجد خطوط حمراء في هذه المعركة.
*استهدفت المقاومة بعدت رشقات صاروخية قواعد عسكرية ومطارات وخزانات نفط وغاز وقاعدة جوية وميناء لتثبت أنها لديها بنك أهداف مقسم حسب النسق التصاعدي.
* رفعت من عدد الصواريخ في كل رشقة حيث شهدنا الانتقال من ٧ صواريخ للرشقة الواحدة حتى ١٣٠ صاروخ في رشقه مدتها الزمنية ٢٠ دقيقة وذلك لسببين الأول زيادة عدد الصواريخ يؤثر على إمكانية التصدي للقبة الحديدة والثاني في العرف العسكري تعتمد الجيوش بالمعارك على ترشيد عتادها في المعركة تحسبا لإطالة أمد الحرب أما الزيادة بهذا العدد الكبير يعني أن المقاومة تمتلك مخزونا أكثر بكثير مما يتصوره المحتل.
* تستفيد المقاومة من مصاحبة كل عمليات القصف الصاروخي باشتباكات بعدت مدن بين الشباب الفلسطيني من جهة وشرطة الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى وكأنها تعتمد تكتيك (حصان طروادة) مما أدى لإرباك الأجهزة الأمنية للكيان.
● الإجراءات التي أتخذها الكيان الصهيوني:
* استهداف المدنيين والأحياء السكنية بغارات جوية لخلق نوع من الضغط على المقاومة وإعطاء صورة بأنهم أيضا لديهم بنك أهداف، لكن الحقيقة أن الكثافة السكانية العالية في القطاع واستهداف الأبراج وبعض القيادات تثبت أن الكيان ليس لديه بنك أهداف أنما يعتمد طريقة الانتقام بالغارات الجوية.
* غلق المطارات والسكك الحديدية وبعض الطرق وفتح الملاجئ في أغلب المدن المحتلة وإجلاء السكان وجمعهم في الملاجئ في ظل أزمة كورونا يجعل المستوطنين بين خيار الكورونا أو الصاروخ ويعطي للمستوطن استشعار بأن حكومته تفتقر للحلول في تلك المعركة.
* القصف المكثف بالغارات الجوية والزوارق البحرية تعطي مؤشر على عدم قناعة حكومة الكيان بخيار الاجتياح البري لقطاع غزة.
* إجراء الاتصالات من حكومة الكيان بقطر ومصر كوسطاء للتهدئة في أول يومين من المعركة يعطي مؤشر على تخوف الكيان من مخزون الترسانة الصاروخية للمقاومة كما ونوعا.
* استدعاء الكيان عدت كتائب من حرس الحدود وذلك الإجراء في حال وصل التصعيد لذروته قد تندم عليه حكومة الكيان إذا ما جاءت المساندة بالعدة والعدد من الخارج للمقاومة الفلسطينية.
* فرض حظر التجول في بعض المدن المحتلة مؤشر على نية قوات الاحتلال على القيام بعمليات أمنية واعتقالات في تلك المدن.
● ماذا ستجني المقاومة في فلسطين وماذا ستحقق من أهداف:
* إفشال مخطط التطبيع الذي ارتضت به بعض الدول الخانعة وأحرجت حكوماتها أمام شعوبها، وكذلك ضمان عدم انتقاله لدول أخرى.
* حصلت المقاومة على تأييد شعبي وجماهيري وحكومي من عدت دول إسلامية وعربية وغربية وذلك قد يكون عنصر ساند في قرارات مجلس الأمن باجتماعاته الحكومية المغلقة الجارية حاليا بخصوص أحداث القدس.
* أظهرت المقاومة للعالم الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني وبشاعة الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
* طلب تونس والنرويج والصين إعلان بيان رسمي من مجلس الأمن الدولي ورفض الولايات المتحدة ذلك المقترح، بداعي أنه قد يشجع ذلك البيان الفلسطينيين بالقيام بأعمال أخرى، يدل على أن البيان قد يكون لمصلحة الشعب الفلسطيني.
* قد تنجح المقاومة بالفرض على المحتل أمر من اثنين أما قبول شروط المقاومة والخروج من القدس وإيقاف عمليات الاستيطان أو استمرار المعركة وتوسعتها.
* قد نشهد ازدياد عدد الهجرة العكسية من المستوطنين اليهود إلى أوربا وذلك يمثل خطرا إستراتيجيا على صعيد الجانب الديموغرافي للكيان الصهيوني.
● الخلاصة:
كل هذه الأمور التي قد تجنيها المقاومة تعتبر نصرا كبير، لكن ليس نصرا نهائيا بل نصرا مرحليا، لكن إذا ما نجحت المقاومة بصمودها للوصول إلى أهدافها المرحلية الحالية، نستطيع حينها أن نقول المقاومة الفلسطينية وضعت الخطوة الأولى في طريق التحرير وزوال بدعة الكيان الصهيوني ودويلته المزعومة.
https://telegram.me/buratha