حسين فلسطين ||
في ظل الصراع الأزلي بين الكيان الصهيوني الغاصب ومحور المقاومة الإسلامية والوطنية تجددت المواجهة المباشرة بين الطرفين ، الاّ ان المواجهة هذه المرة تميزت عن سابقاتها بكثير من الميزات لتشكل نقطة تحول تأريخية لصالح محور الممانعة الذي يرتكز دائماً وابداً على ركيزتين أساسيتين تمثلتا بالعراق والجمهورية الإسلامية في إيران خصوصاً ما بعد نجاح ثورة الإمام الخميني في إيران ، وإن كان هذا النصر تكراراً للانتصار العظيم الذي حققه حزب الله في لبنان في اكثر من مناسبة وتعزيز تلك الانتصارات بما حققته فصائل المقاومة في العراق عندما هزموا أكبر مشروع إرهابي صهيوني وهابي حمل اسم تنظيم داعش.
ويلاحظ اليوم أن المقاومة قد تمكنت من تطوير أساليبها في مواجهة عدو يمتلك إمكانيات وقدرات، قتالية كبيرة ومتطورة ، حيث استفادت المقاومة من خبرات وتجارب حركات المقاومة المنتصرة ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحالف العدوان السعودي من خلال عملية التنسيق والإشراف المباشر لقادة المقاومة الذين خاضوا غمار المعارك مع كيان العدو ، لتطور من وسائلها الحربية بما يمكنها من تحقيق الفارق ، مستفيدة من التطور الحاصل في التقنية العسكرية الحديثة التي تمتلكها ايران ، لتحول الصراع من حرب عصابات في مواجهة جيوش تمتلك قدرات وتقنيات حديثة إلى الحرب الصاروخية .
ويبدو أن الإعلام العربي قد تعمد لسنوات طويلة ان يصنع من الصهاينة حالة لا يمكن تجاوزها ، سعياً منه لإقناع الشعوب العربية بالتطبيع مع الكيان الغاصب ، فهو يستخدم أساليب ترغيببة وأخرى ترهيبية جعلت التفكير الشعبي العربي لا يخرج عن خيارين اثنين وهما اما الاستسلام او الهلاك ، هذه الفرضية الزائفة التي صنعها حكام العرب سقطت بسقوط اول صاروخ للمقاومة الفلسطينية في قلب "تل ابيب" !
ولعل القوة الصاروخية التي تميزت بها فصائل المقاومة في فلسطين وتطورها ودقة اصابتها الأهداف شكلت نقطة تحول مهمة في الصراع الإسلامي الصهيوني ، فأثبتت المقاومة القدرة على إلحاق الهزيمة بالقوة الصهيونية، التي روج لها إنها لا تقهر ، وتم تحطيم الصورة الزائفة للجيش الإسرائيلي ومنظومته العسكرية التي فشلت فشلا ذريع أرعب أنصار الصهيونية وعملائها وابهر احرار العالم لتخلق حالة من الالتفاف الشعبي الغير مسبوق بعد أن أيقنت شعوب العالم أن مسألة زوال الكيان الصهيوني ممكنة اكثر من ايّ وقت مضى وإن الظروف مهيئة تماما لهزيمة المشروع الغربي الصهيوني الوعد الذي طالما ذكرت به الجمهورية الإسلامية التي تدير المعركة على أتم وجه!
أن الصراع الجاري الآن بين العدو الإسرائيلي ومحور المقاومة يختصر المسار التنازلي الذي وصل اليه الكيان الإسرائيلي بعد سبعة عقود من الحرب على الشعب الفلسطيني ، الذي اخفق من خلالها في تحقيق كل الأهداف العسكرية والسياسية التي حددها ، فالنتيجة المتوقعة لهذه الحرب ستكون ذات آثار كارثية على الصهاينة وحلفائهم مستقبلاً .
فالتقدم النوعي الملموس سواء في موضوع الجانب الخططي أو القوة والتسليح، والمنعطفات والمؤشرات التي تحصل حاليا هي أكبر دليل على أن هناك عمل في الميدان، عمل استراتيجي له ابعاد كبيرة وله معطيات ميدانية تدل بشكل كامل على ان المعركة ستكون محسومة قريبا وإن زمام المبادرة ستكون بيد المقاومة ومحورها سواء على المستوى الأمني والاقتصادي او السياسي الذي سيكون بكل تأكيد عامل قوة للجمهورية الإسلامية .
، في الوقت الذي لا زال الموقف الحكومي العراقي الخجول والمتذبذب يجعلها بعيدة عن غنائم هذه الحرب على الرغم من التفاعل الشعبي الكبير الذي زاد بعد الموقف النبيل للمرجعية العليا في النجف ، مع أن العراق أكبر المتضررين من وجود الكيان الصهيوني الذي استخدم أبشع الأساليب لتفتيت نسيج المجتمع وتهديد أمنه وسلامة اراضيه ومقدساته وقدراته الاقتصادية والبشرية.
https://telegram.me/buratha