حسين فلسطين ||
في ظل أشتداد حدّة الصراع بين المسلمين و اليهود الصهاينة تتجلى الحقائق القرآنية وتتضح مقاصدها ومعانيها للناس ولاسيما المسلمون ، كلما اقتربنا من الوصول إلى التفاسير المنطقية الصحيحة للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة و دون التأثر في ما تسببه السياسة والطائفية التزمت والعصبية ، المؤثرات التي تبعدنا كثيراً عن حقيقة في غاية الأهمية وهي دور الإمام المهدي المنتظر (عج) في تحرير القدس الشريف ومحاربة اليهود و هل هنالك من يسبق الإمام المهدي لأداء دور الوكيل في محاربة الصهاينة وحلفائهم ؟
ان ما تضمنه القرآن الكريم منذ نزوله عن اليهود من كفرهم و قتلهم للنفس وتعديهم على الأملاك وانتهاكهم الأعراض و نقضهم للعهود وطغيانهم وتعاملهم العنصري وتدنيسهم المقدسات ، رافقه تهديد و وعيد يختصر نهايتهم الحتمية بزوّالهم وهزيمتهم كما أشير إليه ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسُوؤُوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرةٍ ) ، كذلك ما روي عن النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله سلم) أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبىءَ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فتعَالَ فاقتله ». كذلك قول امير المؤمنين علي (ع) : يقبض الأمر حتى يتكلم الرجل بأشياء لا يخشى شيئاً ، ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتُنْقَلُ إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته» ، هذه الأحاديث جملة مما رواه الخاصة والعامة في إثبات دور الإمام المنتظر المهدي (عج) في مسألة تحرير القدس الشريف وانه اول مقاصده ومهامه بعد الظهور المبارك.
وبعد إثبات حقيقة قيادة الإمام المهدي (عليه السلام) لجيش تحرير فلسطين ومقداستها ، فإن الخوض في تفاصيل واحداث مرحلة ما قبل ظهور الإمام ضرورية جداً كونها مرحلة مكملة و اساسية توازي أهمية الاستعداد للظهور المقدس خصوصاً واننا نواجه اسرائيليات الصهاينة اكثر مما نواجه أسلحتهم المتطورة ، فالبدعة المتضمنة الترويج لانتحال صفة "المهدي" وسرقة دوره من قبل أنظمة و دوّل لغايات سياسية اخذت مداها في نفوس من يجهل حقيقة الصراع الصهيوني الإسلامي وارتباطه بقضية الظهور ، وجعلت البعض يشكك في الدور الذي تقوم به المقاومة الإسلامية الرائدة في تفعيل دعوات المرجعية العليا في النجف الاشرف وقم المقدسة ودعواتهما المستمرة لمحاربة الصهيونية اليهودية المتمثلة بالكيان الإسرائيلي !
وبطبيعة الحال فإن الترويج لمثل هكذا بدع غايته التقليل من عزم المؤمنين بقضية الظهور وبالتالي النجاح في عملية الفصل بين مرحلتي الظهور وما قبلهِ ، كما نلاحظه اليوم من أفكار مظللة تستهدف المتفاعلين مع انتفاضة الشعب الفلسطيني التي ظهرت بحلة جديدة لم يعهدها الأعداء من قبل خصوصاً وإن صواريخ المقاومة الإسلامية بدأت تحرق مستوطنات الكيان الصهيوني بفضل الإمداد الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية في إيران وفصائل المقاومة في العراق ولبنان واليمن وسوريا سواء بالمال او السلاح وحتى الرجال .
فالمقاومة وجهادها من أجل نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف معه في مسألة تحرير القدس والمسجد الأقصى تجلى فيما روّي عن الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه و آله وسلم) الذي قال في حديثه عنهم: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة» ، وهذا ما يؤكد وجود من يمهد للظهور الشريف ، وأن حالة الارتباط بين فترة المقاومة وجهادها وثيقة بما يليها من مرحلة قيادة الإمام المهدي لمعركة التحرير سواء في القدس الشريف او مكة المكرمة او غيرهما من المعارك التي يخوض غمارها (عليه السلام) ، ويروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله " قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم،فلا يدعون وتراً لآل محمد إلاّ قتلوه " !
من هنا ومع ما ذُكرَ من أحاديث نبوية شريفة معززة بالوعد القرأني كما في الآية الكريمة وهو ما يتفق عليه العامة والخاصة ويزخر به الموروث عنهم يتبين لنا أن الحرب والصراع مع اليهود والصهيونية العالمية لها من يديرها سواء بالوكالة المتمثلة بالاحرار من فصائل المقاومة أو بالأصالة التي تتمثل بقيادة الإمام الحجة (عجل الله فرجه) بشخصه الشريف وإن معركة تحرير القدس المبارك ذات مراحل تتكامل فيما بينها وهو ما يدحض افتراءات وبدع واكاذيب إسرائيلية يروج لها عملائهم ممن يدعون الإسلام والعروبة كما هو الحال مع الكيان السعودي الوهابي وأنظمة الخليج وسائر حكام العرب الوهابيين المتصهينين .
https://telegram.me/buratha