محمد الكعبي ||
انتصار المقاومة في غزة قد غير مفهوم السيادة والسلطة والمقاومة ، انها محاكاة تعبّر عن نمطية جديدة في لعبة الكبار في النادي الدولي وذلك من خلال تغيير مفاهيم التعامل والقرارات .
حيث أخرجت الجماهير من سباتها وأحرجت الحكومات على المدى القريب والبعيد وكشفت سوءة المحتل .
على الرغم من سقوط عشرات الشهداء وتهدم المنازل وتدمير البنى التحتية والمدارس والمجمعات والأبراج، لكن الاهم هو تغيير مفاهيم المجامع الدولية وانهاء فكرة المستضعف والدولة التي لا تقهر.
صدى القدس المحتلة وصراع الوجود وهضم أمة بأكملها وابتلاع شعب وارض بأضراس المحتل جعل الشعوب تسأل وتتكلم وتستشعر حجم خيانة الحكومات وانحيازها للظالم فخرجت منددة بهذا الاحتلال الإسرائيلي المقيت بمظاهرات جابت شوارع المدن تنادي بالحرية لشعب اغتصبته العصابات المسلحة الاسرائيلية .
حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية وغيرها من حركات التحرر بكافة التفاصيل حوّلت البوصلة من البعد المذهبي والطائفي والقومي إلى الفضاء الاسلامي بعنوانه العام والذي يربط ابنائه بمشتركات ووشائج اعظم واكبر مما تختلف عليه.
قضية فلسطين والقدس يجمعنا بها البعد الاسلامي والانساني والسياسي والاخلاقي مما جعل الآخرين يفكرون بغير النمطية القديمة وهذا هو أحد مصادر القوة في معادلة اليوم.
إن توحيد الشعوب المستضعفة في جميع أنحاء العالم حول قضية واحدة يمنحها زخم من القوة والاندفاع إلى رفض الظلم والاستبداد اينما كان وكيف ما كان وهذا انجاز تأريخي.
الصوت المدوي لرجال المقاومة في فلسطين وصل إلى أروقة الامم المتحدة والعالم بأسره قد غيّر مبادئ الصراع وحول المقاومة من فصيل إلى دولة. فقد جعل لإسم المستضعف قيمة انسانية تعجز عن إدراكها العقول الملوثة بأفكار الهزيمة المسبقة . فقد جدد الأمل في أمة كانت بالأمس تتوسل المحتل وتصافح المتغطرس، واليوم يد المقاومة فوق ايادي الجبابرة والطغاة، فقد اطمرت جميع الاتفاقيات والتفاهمات المذلة وسحقتها بصواريخ العزة من غزة .