المقالات

هل الفلوس تغيّر النفوس؟! او تكشفها؟!

2999 2021-06-02

 

✍🏻رجاء اليمني ||

 

يمرّ الإنسان بفترات صعود وهبوط في حياته، فترى من تتغير تصرفاته، وطريقة تعامله ونظراته للمحيطين به مع صعوده ورقي حياته، فيتكبر على الآخرين، وينظر إليهم باستعلاء، ويخسر العلاقات الطيبة، وينسى كل ما مضى من حسنات لأولئك الأشخاص لغفلة يعيشها مع المال والشهرة والجاه، كالموظف البسيط الذي تُدهش من تغيّر شخصيته وترفّعه وشدة تعاليه، وأسلوبه مع الناس وكأنه يتعمد أن يشعرهم أنهم أدنى منه لتقلده المنصب العالي !

هل من المعقول أن المال والجاه والمنصب تغيّر نفوس البشر، وهل العبارة المتداولة: (الفلوس تغيّر النفوس) مطابقة على أحوال الناس مع صعودهم المادي !

لا يمكن القول بصحة ذلك؛ فالفلوس لا تغيّر النفوس، ولكنها تكشف حقيقة النفوس، وتظهر لنا خفاياها؛ فالنفوس صنفان: نفوس مريضة ضعيفة سرعان ما ينكشف أصلها لما تعانيه من فقر وخلل داخلي وانعدام الثقة بالنفس، فيحاول صاحبها أن يداري خلل شخصيته بالكبر والتعالي... يركّز على القشور ويبني حياته على حب الظهور... فهي شخصية فاشلة لا تسعى للعطاء، وقد تدمر كل ما بناه الآخرون.

وصنف آخر من الناس سواء قلّ ماله أو كثر يظل عالياً بأخلاقه، ويظهر أصله الطيب، ويستغل ماله فى إدخال البهجة على البسطاء، ولا يبخل على المحتاج بما رزقه الله تعالى من مال؛ فإنه لا يتغيّر مع المال، فالنفوس النقية القوية لا تتكبر ولا تغتر.

هنا اتسال فلماذا تظل هذه النفس البشرية والتي وفر لها الله الهداية وسبل العيش وكيفية التعامل وفرض أحكام وعبادات. وفصل في قضايا اخلاق البشر وشدد علي ذلك بل جعل علاقات البشر ببعضهم البعض علاقة تسودها الخير والسلام والحب للكل

لكن أطماع هذه النفس والكبر وعدم السير على الطريق الذي امر به الله جعل النفس تنحرف. وكشفت الأنفس التي اتصفت بالكبار كي تتعري وتسيطر عليها حب. المال وشهوة الشهرة لتسقط في مستنقع الكبر الذي ينخرط بدوره في فئة إبليس الذي تكبر ولم يسجد لآدم فكان من المنظرين لنار جهنم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك