✍🏻رجاء اليمني ||
يمرّ الإنسان بفترات صعود وهبوط في حياته، فترى من تتغير تصرفاته، وطريقة تعامله ونظراته للمحيطين به مع صعوده ورقي حياته، فيتكبر على الآخرين، وينظر إليهم باستعلاء، ويخسر العلاقات الطيبة، وينسى كل ما مضى من حسنات لأولئك الأشخاص لغفلة يعيشها مع المال والشهرة والجاه، كالموظف البسيط الذي تُدهش من تغيّر شخصيته وترفّعه وشدة تعاليه، وأسلوبه مع الناس وكأنه يتعمد أن يشعرهم أنهم أدنى منه لتقلده المنصب العالي !
هل من المعقول أن المال والجاه والمنصب تغيّر نفوس البشر، وهل العبارة المتداولة: (الفلوس تغيّر النفوس) مطابقة على أحوال الناس مع صعودهم المادي !
لا يمكن القول بصحة ذلك؛ فالفلوس لا تغيّر النفوس، ولكنها تكشف حقيقة النفوس، وتظهر لنا خفاياها؛ فالنفوس صنفان: نفوس مريضة ضعيفة سرعان ما ينكشف أصلها لما تعانيه من فقر وخلل داخلي وانعدام الثقة بالنفس، فيحاول صاحبها أن يداري خلل شخصيته بالكبر والتعالي... يركّز على القشور ويبني حياته على حب الظهور... فهي شخصية فاشلة لا تسعى للعطاء، وقد تدمر كل ما بناه الآخرون.
وصنف آخر من الناس سواء قلّ ماله أو كثر يظل عالياً بأخلاقه، ويظهر أصله الطيب، ويستغل ماله فى إدخال البهجة على البسطاء، ولا يبخل على المحتاج بما رزقه الله تعالى من مال؛ فإنه لا يتغيّر مع المال، فالنفوس النقية القوية لا تتكبر ولا تغتر.
هنا اتسال فلماذا تظل هذه النفس البشرية والتي وفر لها الله الهداية وسبل العيش وكيفية التعامل وفرض أحكام وعبادات. وفصل في قضايا اخلاق البشر وشدد علي ذلك بل جعل علاقات البشر ببعضهم البعض علاقة تسودها الخير والسلام والحب للكل
لكن أطماع هذه النفس والكبر وعدم السير على الطريق الذي امر به الله جعل النفس تنحرف. وكشفت الأنفس التي اتصفت بالكبار كي تتعري وتسيطر عليها حب. المال وشهوة الشهرة لتسقط في مستنقع الكبر الذي ينخرط بدوره في فئة إبليس الذي تكبر ولم يسجد لآدم فكان من المنظرين لنار جهنم
https://telegram.me/buratha