عدنان جواد ||
صحيح ان ايران كانت اقوى الدول في المنطقة من الناحية العسكرية والدعم من الولايات المتحدة الامريكية والموساد الاسرائيلي، وانها شرطي الخليج، بحيث ان ملكها يتحكم بالقرار السياسي لاغلب الدول العربية وخاصة الخليجية منها، وهو ينفذ ما تطلب منه الولايات المتحدة الامريكية، فحول الشعب الايراني المسلم الى ثقافة الغرب في الانحلال والميوعة، فتم التصدي له من قبل علماء الدين الذين قمعهم ورمى بالكثير منهم في سجونه واعدم الاخرين باحكام عسكرية.
فهو استخدم موارد الشعب في بناء القصور واقامة الحفلات والبذخ والاسراف، بينما يعيش الكثير من طبقات الشعب تحت خط الفقر وانتشار بيوت الصفيح وعدم مد شبكات المياه والكهرباء للقرى والارياف وضعف المكننة الزراعية، لذلك فقد ثقة الشعب به، لكنه نظام عسكري بوليسي مدعوم من اقوى دول العالم واستخباراتها، يستطيع ان يقضي على اي تمرد او انقلاب او ثورة.
ورغم كل هذه الصعاب وهذا حال الانبياء يبعثون لأمم مستضعفه، يهيمن عليها طواغيت وظلمه يمتلكون كل وسائل الظلم والتعسف، مقابل اناس لا يملكون غير الايمان بالله وقدرته والتصديق بنبيه، فتنتهي اما بغضب من الله واهلاك الظلمة وانقاذ المؤمنين كماحدث مع النبي موسى عليه السلام وفرعون واعوانه، او الهداية للامة، والامام الخميني قدس سره حقق حلم ومنهج الانبياء، فهو احال الظلم والطغيان والهيمنة، وحول كل تخطيطهم واستراتيجاتهم في السيطرة على دول العالم، فاسقط اكبر امبراطورية في الشرق الاوسط، التي ساندتها كل دول الهيمنة والشر في العالم في افشال الثورة في بدايتها، بارسال الطائرات الحربية والقوات الخاصة الى طهران لانقاذ عملائهم في السفارة فاحترقوا في جزيرة طبس.
وبعدها الثورة لم يكتمل بنيانها حيكت المؤمرات والحملات الاعلامية، ودفع صدام حسين للحرب على ايران وافشال تلك الثورة ، لان ايران لا تملك السلاح ولا الجيش المنظم، وبدل من ان تفرق تلك الحرب وتضعف الجمهورية الاسلامية الايرانية وحدت جميع فئات الشعب حول قيادتها، واستمرت تلك الحرب طوال ثمان سنوات وبدعم غير مسبوق بالسلاح والاموال من دول الخليج وامريكا والكيان الصهيوني وكل حلفاء الشاه السابقين.
وخرجت ايران بقيادة الامام الخميني منتصرة، وتلك القيادة وبرغم الحرب كانت تقيم الإنتخابات اليوم تجني ايران والامة الاسلامية ثمار ما زرع فبقت تدعم حركات التحرر في العالم، فاصبح طلابه ومريديه قاده تواقيين للعيش بعز وكرامة وبروح المقاومة والبسالة والاباء لنصرة المستضعفين في الارض في فلسطين ولبنان واليمن، ولولاه وثورته لانتهت قضية فلسطين والقدس ، فيصبح مرقده قبلة للاحرار والثائرين .
وعجبنا للذين قضوا جزء من حياتهم في الاستماع والتاثر به من العراقيين، لكنهم مع الاسف وبعد ان تبوؤو المناصب تصرفوا باسلوب الشاه ببناء القصور والبذخ وتركوا شعبهم يعاني الفقر والحاجة، والانتخابات عندهم غاية في البقاء في السلطة حتى لو تم تزويرها، بينما الأمام الخميني قدس سره منع ترشيح أي أحد من عائلته حتى لا ينتخب من الناس بتاثير عاطفي، ويسير على نهجه السيد علي الخامناىي حفظه الله، فلا يقبل بترشيح المقربين منه ، وقد حذر المرشحين من قطع وعود للناس لا يمكن تحقيقها، فاين نحن من ديمقراطية الأمام الخميني .
https://telegram.me/buratha