فيصل ريكان ||
كان يوم 2014/6/10 يوم حزين اسود في تاريخ العراق الحديث.
لقد استيقظنا في صباح ذلك اليوم المشؤوم على خبر نزل كالصاعقة علينامن شدة هول المفاجئة بين مشككين بصحته وبين مكذبين.
حاول البعض منا التأكد من صحة ذلك جاهدين حتى الظهيرة دون الحصول على الخبر اليقين.
كنت حينها اعمل بمنصب قيادي في احدى المؤسسات الاعلامية المهمة في البلاد ووظيفتي هذه كانت تتيح لي الاتصال بالمسؤولين ورغم ذلك عجزت عن استيضاح حقيقة الامر لكنني بقيت معللا النفس بكذب ماتوارد من اخبار غير رسمية لتخفيف وقع الصدمة على قلبي وقلوب زملائي.
وفشلت كل المحاولات للحصول على تطمين من احدهم حتى وان كان مجرد خبر.
لازالت الصورة ضبابية والانباء التي ترد متضاربة وفسرها البعض بانه قد يكون قد حصل هجوم من داعش على موقع او قرية ولكن الاعلام الاصفر المسموم كما هو عادته جعل من ذلك موضوعا كبيرا كسقوط مدينة الموصل.
وعملت الهواتف بكل ما اوتيت من قوة من اجل ذلك وللاسف فان بعض من نتصل بهم لايردون علينا دفعا للاحراج والبعض الاخر يجيب بعدم علمه بأي شئ ولا ابالغ ان قلت انه قد استغرق الحصول على معلومة اكيدة وقتا حتى الظهيرة من ذلك اليوم الاسود.
غريب جدا سقوط مدينة مثل الموصل وبها كل هذه القوات فالمحافظ تتبعه افواج مدججة بالسلاح وقائد الشرطة لديه قوة مسلحة تكفي لصد هجوم جيش كامل وحمايات النواب والبيشمركة وغيرها والاغرب ان هذه جميعا تبخرت في ساعات معدودة ولم نحصل على اتصال واحد ممن يقودون هؤلاء
كنت في فترة سابقة مهووسا بدراسة الفترة مابعد سقوط الدولة العباسية لاكمال استحضاراتي لاكمال مابدأته في رسالة الماجستير عن قوانين الاحوال الشخصية في تاريخ العراق القديم والاعداد لاكمال البحث في الدراسة المقارنة لهذه القوانين في العراق القديم والحديث ومن خلال هذه الدراسة رسمت صورةفي ذهني عن الويلات والوحشية التي مورست ضد سكان بلاد الرافدين في حقب مختلفة من تاريخ البلاد القديم والحديث.
ثم تخيلت عصابات داعش وهي تحرق المكتبات وترمي المجلدات والكتب في الانهر كما فعل المغول في بغداد وكل مدن العراق وثبت بالدليل ان ماقامت به داعش كان اكثر وحشية وقسوة مما قام به المغول والدويلات التي تعاقبت على احتلال بغداد والمدن الاخرى بعد سقوط الدولة العباسية.
نعم تحقق ماكان يخشى من حدوثه والخوف الاعظم كان بامكانية وصول مغول العصر الحديث الى بغداد
والحمد لله صدت هذه الهجمة البربرية ولكن الثمن تهاوت مدن وسفكت دماء غزيرة وطمست معالم حضارات عميقة في القدم وترملت نساء وثكلت امهات واغتصبت عذراوات وبيعت صبايا بعمر الورد في سوق النخاسة.
اي الم واية مأساة اعادت للاذهان صورة المغول وهم يدخلون مدن العراق ولكن باكثر وحشية
علينا ان نستذكر شهداء التحرير وكل من حمل السلاح ووقف بوجه العدو المتوحش دفاعا عن ارض العراق ولولا هذه التضحيات لما بقي شئ جميل في بلادنا وبالاخص شجاعة ابناء الوسط والجنوب الذين انبروا بسرعة البرق لمساعدة اخوانهم في المدن المنكوبة وخصوصا بعد سماعم فتوى الجهاد من المرجع السيد السيستاني ادام الله ظله.
وعلينا ايضا ان نستلهم الدروس والعبر من هذه الذكرى الاليمة وماتسببته من مأسي وتدمير.
ونعمل بكل تجرد ومسؤولية على تحديداسباب هذه النكبة ومعالجتها والحذر منتكرارها في اية بقعة من بقاع العراق العزيز لان اعداء العراق لازالوا يتحينون الفرص للانقضاض عليه.
ولكي لاتكون الذكرى الدامية قصة نرويهاوحسب على المختصين دراسة هذه الكارثة ومعالجة مسبباتها ومحاسبة منتسبب بها لان اهالي المدينة الحدباءينتظرون بصبر تحقيق العدالة.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha