✍️ احمد رؤوف ||
شاب في ريعان شبابه يبلغ من العمر 14 سنة حين هجرته من العراق سنة 2001 الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد اعتقال عائلته من قبل النظام البائد صدام حسين , وفي سنة 2009 رحل الى بلاد الشام ومكث بها الى سنة 2012 وبلغ عمره حين ذاك 25 سنة , ومن ثم انتقل الى لبنان وبقيه فيها سنة و 4 اشهر ثم كر راجعاً الى بلاد الشام , وبقي الى سنة 2016 وبلغ من العمر 29 سنة وهو غير متزوج وفي الجهاد مغمر وفي للتبليغ الحسيني عاشق يحمل هم ايصال رسالته الى البلدان التي مره فيها ثم قرر السافر الى السويد والكويت والامارات في ايام محرم وشهر رمضان , هذا غير الدول الاساسية التي كانت محل اقامته وتبليغه لتلك الرسالة , كان لا يهمه أمر الزواج لكي يستطيع أن يخدم الولاية والمنبر الحسيني , حيث لا قيوده عائلية وأسرية تمنعه من ايصال صوت الحق الى مسامع الناس .
وفي ليلة من الليالي جاءه الامام الخميني ( رض ) في عالم الرؤيا وقال له .. لابد ان تكمل نصف دينك بالزواج من زوجة شهيد , كما قال أخي السيد , المقصود من ( اخيه ) هو الإمام الخامنئي ( حفظه الله ) بتشجيعه من الزواج أرامل الشهداء ...
فقال الشاب المجاهد للإمام ( رحمه الله ) مبدياً صعوبة الظروف التي يمر بها حيث انشغاله بالجهاد والتبليغ فرد عليه الامام ( رحمه الله ) قائلاً سوف ستلتقي بالإمام الخامنئي ( حفظه الله ) و قص له القصة بعد تطبيق ما أمرتك به.
الشاب أخذ بكلام الامام روح الله الخميني ( رض ) وكأنما تلقّى أمراً شرعياً .
وفي صبيحة تلك الليلة ذهب يبحث عن زوجة له من عوائل الشهداء , فذهب الى عائلة كانت ترفض ان تقدم ابنتها الى اي رجلاً تقدم لخطبتها وذلك بسبب ان لديها طفلين صغيرين وخوفاً على الأطفال من الضياع وحرصاً على تربيتهم لكن ما حدث مع هذا الشاب عكس ذلك تماماً .
فبمجرد دخوله الى تلك العائلة وطلب يد ابنتهم أستجاب الأب والأسرة بأجمعهم من دون تردد وكأنهم يعرفونه منذ سنين ومن دون قيود وشروط , وفي اليومين الأخرين بعد كلامه مع أسرة العائلة تزوج ببدلته العسكرية وهو في مهمته الميدانية في ارض الجهاد , وبعد زواجه وتبنيه لأبني الشهــيد , قرر الهجرة والرحيل الى العراق سنة 2016 .
وبعد عامين من تواجده في العراق مع زوجته شد احزمة حقائبه الى ايران الاسلامية لمواصلة دراسته الحوزوية ( فقه واصول ) ولأكاديمية ( هندسة ) واعماله مع الجهات المختصة , وفي سنة 2020 رأى في عالم الرؤيا الإمام الخامنئي ( حفظه الله ) واقفاً على رأسه وهو يمرر بكفّه المباركة على رأسه قائلاً أي بني قد صدّقت الرؤيا وعملت بما أمرك به الامام الخميني ( رض ) ولم تفصح عن ما جرى لك خلال السنوات فأبشر بمستقبلٍ زاهرٍ وفرج قريب وشأن عظيم كما وعدك الامام الخميني ( رض ) في رؤياك سابقاً .
نستخلص من هذه القصة ما يلي :-
1- الاخلاص في العمل وطاعة ولي الامر تؤديان الى البصيرة النافذة وانكشاف الوقائع عبر الوسائل المعنوية ومنها المنام الذي قد يكون فيه نوعٌ من الإلهام وهذا ما لا يحصل عليه كل انسان سالك في طريق الهدى .
2- القائد المصلح والولي الفقيه لا يترك السائرين على درب الحق ولو بعد رحيله من عالم الدنيا .
3- ظرافة روح المريد والمحبوب في عالم المعرفة بينهما ترابط وثيق حتى لو فصل بينهما الموت .
4- العلاقة الوثيقة بين الجندي المخلص وقائده علاقة رعاية وهداية .
5- الارتباط المعنوي بين الامام الخميني ( رض ) والامام الخامنئي ( حفظه الله ) في قيادة الامه قيادة واحدة روحاً ومعنى , فالمسير نفس المسير والمنهج واحد , والدليل على ذلك قول الامام الخميني ( رض ) في عالم الرؤيا وتعبيره عن الامام الخامنئي ( حفظه الله ) بالأخ .
6- مهما تعددت الجبهات واختلفت اماكن الجهاد مادامت بأمر الولي الفقيه فهي واحدة , فساحة الجهاد في العراق ضد داعش لا تختلف عن الدفاع عن السيدة زينب ( ع ) في سوريا كما لا تختلف عن محاور الجهاد في لبنان ضد العدو الصهيوني وهي عينها في غزة واليمن .
وفي الختام لا بصيرة ولا منجى من دون قيادة واعيةً سياسياً ودينياً لتأخذ الشعوب الى بر الأمان والنصر النهائي وتسليم الراية الى صاحبها الامام الحجة المنتظر ( عجل الله فرجه )
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha