المقالات

ااااهات أُم !


 

ناعم علي الشغانبي ||

 

في حزيران ٢٠١٤ استيقظت الام وكالعادة منذ الصباح الباكر ، بعد ان سمعت صوت الاذان لصلاة الفجر .

ولكنها كانت قد رأت في المنام رؤيا مزعجة ارهقت جسمها النحيل ..

الام .. بعد ان انتبهت من النوم ذكرت الله سبحانه وتعالى واستغفرته وتعوذت من الشيطان الرجيم ، لكن نبضات قلبها كانت غير طبيعية .

توجهت واسبغت الوضوء واسدلت سجادة الصلاة ، وهناك شغل شغل ذاكرتها دون ان تفصح به .

ادت صلاة الفجر والدعاء وقراءة القران ، ودعت بالدعاء لولدها الذي ذهب ليلتحق بالقوات الامنية بعد ان عجز عن الحصول على فرصة عمل رغم تحصليه الدراسي المرموق .

لكن دعائها كان محفوفاً بالمخاوف والرهبة بعد ان رأت ذلك الحلم المزعج .

اشرقت الشمس وقلب الام بدأ يلتهب كشروق حرارة شمس الصيف اللاهب .

اخذت تكابر بصبرها المعهود ، وعنفوانها الجنوبي المنشود . وتتم بكلمات كأنها تقول .. استودعتك الله وليدي …

احضرت الفطور ، وايقضت زوجها ذلك الرجل العجوز ، المثقل بالامراض ، لكنها لن تقدر على تناول الاكل وكأن حاجزاً حال بينها وبينه . حيث تشعر بمرارة لا سابق لها !!!

فتحت التلفاز .. واخذت تتصفح القنوات واذا بالاخبار تتحدث عن حادثة غدر جبانة تعرض لها مجموعة من الشباب في دون ذكر التفاصيل .

بدأت ضربات قلب الام تتعالى ، وكاد ان يخرج قلبها من جسدها ، واحست انها ليست قادرة على ان تتحرك كثيراً .

لكنها ما زالت تنظر لولدها الوحيد بعين الله ، حيث استودعته بقلب مخلص وصادق .

ارتفع النهار ، وتعالت الاصوات ، وانتشرت الاخبار التي تتحدث عن عملية قتل جماعي قام به مجموعة من الاوباش من عشائر (( تكريت )) مسقط راس المقبور صدام .

الام الولهى … ازداد قلقها .. واخذت تسأل من هذا وذاك .. لكن دون جدوى .

اتصلت بهاتف ولدها بعد ان استعانت باحد ابناء الجيران ، رن الهاتف واذا بالجواب لكنه ليس صوت ولدها .

سألته بلهجتها الجنوبية .. يمه اريد اوليدي ، واذا بالجواب . وليدج رافضي واعدمناه ، وانتهت المكالمة .

في هذه اللحظات .. فاضت روح الام والتحقت بولدها البريء المظلوم .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك