مثنى الطائي ||
الجمهورية الاسلامية توجه صفعة جديدة للعدو وتحقق اقتدارٌ جديد عزز من قوتها وصمودها
إن من أهم إفرازات الثورة الاسلامية المباركة بقيادة الامام الخميني رض بعد إن صوت غالبية الشعب الايراني بعد إنتصار ثورتهم المباركة في اختيار نظام الحكم الاسلامي وبنسبة اكثر من ٩٨٪، هي التجربة "الديمقراطية المنضبطة" التي تعتمد على اختيار الشعب في اختيار نظام الحكم وانتخاب ممثليهم في ادارة مؤسساتهم الدستورية التي يرتكز عليها نظام الحكم وتماسك تلك المؤسسات مع بعضها البعض بالشكل الذي يمنع دون الاستأثار والتفرد في حكم الشعب والخروج عن مبادئ الثورة وتعاليمها واهدافها.
تلك التجربة الفريدة من نوعها والتي تجمع بين تعاليم الاسلام وحاكمية الامة في اختيار نظامها وممثليها في المؤسسات الدستورية وانتخاباتها الديمقراطية تستل فكرها من الفكر الاسلامي والثوري التصحيحي والتجديدي للامام الخميني والذي يعتمد على روح وجوهر الاسلام الاصيل عندما ترجم ذلك الرجل العظيم تلك التعاليم على الارض وطبقها في الواقع العملي والحياتي والتطبيقي للامة.
تلك الدولة الفتية التي قادها فقيهٌ عادل وقائدٌ حكيمٌ وبصيرٌ شُجاع استنهض فيها همم الرجال وفجر فيها الطاقات وعبئ فيها الآمال والامكانات ووظف تطلعات هذا الشعب الذي كان ينتظر من يحركه ويقوده نحو الهدف الذي كان يتطلع اليه في التحرر من سطوه العملاء والفاسدين وهيمنه الظالمين والمستكبرين نحو اقامة الحكم الرشيد وانشاء الدولة التي تستضيئ بنور حكم الاسلام وتعاليمه السمحاء
فمنذُ انتصار الثورة الاسلامية واختيار الشعب نظام حكمهم والمتمثل بنظام الحكم الاسلامي تحتل ظل قيادة الولي الفقيه واعلان قائدها وفقيهها على ان تكون حكومته اسلامية لا شرقي ولاغربي ، ورفضه لكل اشكال الهيمنة الغربية والغطرسة العالمية واملاءاتهم في التحكم في شؤون بلادهم وتسيير نظام الحكم فيه كما كانوا يمارسوه في ظل نظام الحكم الشهاهنشاهي المعروف بعمالته لهم ، حتى بدأت عمليات التأمر وسياسات التخريب والتخطيط لافشال هذا النظام والكيد به وقتل وهج ثورته وهي في مهدها من قبل القوى الليبرالية وانظمة الغطرسة العالمية المتمثلة بامريكا وحلفاءها عبر ادواتهم في الداخل والخارج واستخدام كل اساليب المواجهة والتنكيل سياسيا وعسكريا واعلاميا وثقافيا وشن الحروب وفرض الحصار الاقتصادي الذي يُعد الاشد من نوعه في تاريخ الأمم والدول وتحشيد الرأي العام العالمي وتأليبه ع هذا النظام وحتى يومنا هذا وبعد مرور ٤٢ عام من عمر الثورة ..
لكن على الرغم من كل موجات التحدي ومنازلات التأمر والتصدي لاعداء هذا النظام داخليا وخارجيا لافشال هذه التجربة وبما تمتلكه هذه الثورة من صلابة امتها وحكمة قيادتها وايمانهم بنظامها ومرتكزاتها الثقافية وهويتها الاسلامية وقيادتها الشرعية والبناء المتين لمؤسساتهم الدستورية وعمليتهم الديمقراطية تجد هذه الدولة وهذا النظام يزداد تماسكا واقتدارا وقد حث الخطى وبشكل سريع ولافت على الرغم من كل معاول الاعاقة نحو بناء دولة المؤسسات الرصينة واتجه نحو البناء والازدهار والتنمية في شتى المجالات العمرانية والعسكرية والعلمية والمؤسساتية ، وكلما قوي وطيس المواجهة والتحدي والتأمر ازداد صلابة وقوة وحقق قفزات كبيرة غير معهوده ومتوقعة في تنمية اقتداره وتعزيز مجده وصموده
فكانت التجربة الانتخابية والديمقراطية اهم معالم هذا النظام والذي كثير ما راهن على افشاله والتشكيك فيه اعداءه، لكن العزم الراسخ والوعي الناضج لدى الشعب الايراني وامتثالهم لتوجيهات قيادتهم الايمانية فوت الفرصة على اعداء نظامه وسجل اروع ملحمة انتخابية شهدتها البلد الامر الذي اضطرت من خلاله السلطات تأجيل ساعات الاقتراع لعدة مرات حتى كان آخرها بعد الساعة الثانية من منتصف الليل والذي تمخض عنها فوز ساحق للمرشح الاصولي المحافظ والمقرب من مؤسسة القيادة سماحة السيد ابراهيم رئيسي بفارق كبير عن منافسية وعبر الجولة الاولى للانتخابات ، فاليوم برهنت الجمهورية الاسلامية ان الاسلام السياسي قادرا على التصدي في مواجهة الاعداء وقيام الحكم العادل والرشيد الذي يستمد تعاليمه من روح وجوهر اسلامنا وديننا الحنيف
https://telegram.me/buratha