عدنان جواد ||
لا نريد أن نتكلم عن المؤامرات الخارجية ودورها في تعطيل التطور في العراق، ولا نقول كما قالت مها الدوري ان سبب عدم تقديم الخدمات في مدينة الصدر هو إسرائيل والدول الكبرى!!، لكن من خلال متابعتنا لأصحاب الشأن السياسي والفني في داخل العراق وخارجه، نجد ان ملف الكهرباء في العراق ومنذ عام ١٩٩١ هو بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي من لا تسمح بتوفير الكهرباء وبقاءها دون المستوى المطلوب، وهناك سياسة وإرادة أمريكية تفرض على الدول التي لا تسير على نهجها والتي تهدد إسرائيل أن تبقى ضعيفة وبحاجة للآخرين وبخاصة في ملف الطاقة، فهذا وزير خارجية إيران الإسلامية جواد ظريف، وفي مقابلة معه حول الإتفاق النووي مع الغرب، قال: أن بيرجنسكي وفي محاضرة في جامعة طهران عام ١٩٧٠ ونحن كنا طلاب في ذلك الوقت، وكانت أزمة الطاقة الكهربائية فسألناه كيف نقضي على أزمة الكهرباء في إيران قال لا يمكن أن تتوفر الطاقة إلا باستخدام الطاقة النووية، وفي معرض جوابه متسائلا فكيف كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسمح لنا في ذلك الزمن وتمنعنا اليوم؟!، فسلب الطاقة سياسة الدول الكبرى، لبقاء الدول ناقصة السيادة ضعيفة، حكوماتها تتعرض للابتزاز فكل ما اريد إسقاط حكومة يتم قطع الكهرباء، فالعراق مثلاً، وحسب مايقول الدكتور مظفر قاسم حسين الإعلامي و المهندس، أن العراق في الثمانينيات ورغم الحرب كان ينتج ١٢ ميكا واط، وكانت الحاجة الفعلية٥٥٠٠ ميكا واط، ونتيجة لهذا الفائض والدعم الدولي للعراق، فتم إنشاء هيئة التصنيع العسكري، والصواريخ وكان ينتج مليون اطلاقة باليوم، وعندما هدد صدام بضرب إسرائيل، تم إيقاعه وخداعه لغزو الكويت، وخلال حرب تحرير الكويت تم تدمير محطات الطاقة الكهربائية بما فيها محطة المسيب الحرارية التي كانت أكبر محطة توليد في الشرق الأوسط، والحديث طويل وكيف ترك الطيار الأمريكي أحد الابراج من دون أن يدمره حرصاً على دولته لأن التورباين لذلك البرج عاطل وتم شحنه لأحد الدول الأوربية لاصلاحه،
في الللية الماضية كان هناك انطفاء تام في بغداد وأغلب محافظات الوسط والجنوب، البعض قال هجوم سيبراني امريكي للضغط على الحكومة العراقية للاستغناء عن الغاز الإيراني والاتجاه إلى مصر والأردن ودول الخليج، وفي التبرير وكالعادة يرمى اللوم على الفساد في الحكومات السابقة وعجز الحكومات وهو أمر موجود وقد مهدت له امريكا منذ دخولها العراق عام ٢٠٠٣، فتم تخصيص ٩ مليارات دولار لملف الكهرباء منذ عام ٢٠٠٥ ، وأن الأحزاب السياسية المشتركة بالحكم ، رأت أن هذه الأموال المخصصة لوزارة الكهرباء مغرية للسرقة تحت مظلة الأمريكان، لكن السبب الرئيسي هو الإرادة السياسية الأمريكية بابقاء الأزمة، فهذا أحمد موسى الناطق باسم وزارة الكهرباء الذي حفضنا كليشته بالطبع الفساد بالحكومات السابقة ونحن مثل الأولاد الذين مات أبيهم المديون وهم يسددون طلبه، والتجاوزات والحواسم وعدم وجود المقاييس والاستهداف المتكرر وبالتالي هذا المتوفر قابل إحنا كلندايزر، الكهرباء في العراق تحتاج قرار سياسي شجاع يعيد السيادة الوطنية حتى نقول كهرباء وطنية، ولايجرؤ أي رئيس وزراء على مخالفة الأمريكان في ملف الكهرباء فمن يخالفهم يكون مصيره الإقالة كما حدث لعادل عبد المهدي عندما أتجه إلى الصين، وفي هذا المجال يقول المرحوم الجلبي، كنا في لقاء مع الجنرال كيسي، قال لرئيس الوزراء حدثني عن أكبر المشاكل عندك قال له ، ملف الكهرباء وملف الأمن، فكان رد كيسي اترك ملف الكهرباء، فهناك خط أحمر عند الأمريكان وهو الكهرباء، ويقول الدكتور وائل عبد اللطيف، كان لي حديث خاص مع حيدر العبادي بشأن ملف الكهرباء، وسألته عن سبب التخلي عن شركة سيمنس آلتي وعدت خلال سنة واحدة بتوفير الكهرباء في العراق مثل ما صار في مصر الآن، لكن أمريكا لا تقبل وإن جنرال اليكتريك هي من تقوم بالمطلوب، وبذلك بقى الحال على حاله.
فالحل هو بمجيء حكومة وطنية كل همها خدمة مواطنها، تكون غير خاضعه للولايات الأمريكية وضغوطها، ولا بأس بالاقتراب والإستفادة من إيران و خبرتها في مجال محطات الطاقة النووية ومحطات الطاقة الحرارية، فلو اعترفت الحكومات السابقة باخطاىها ومن يقف خلف التعطيل في ملف الكهرباء، وصارحت شعبها واعتذرت وإعادة الأموال المسروقة لما حدثت هذه الفجوة بين الشعب والقيادة السياسية المتمثلة بالأحزاب وزعمائها، فعلى الشعب حسن الإختيار في الإنتخابات القادمة لشخصيات وطنية لا تنفذ أوامر أمريكا تتخذ ملف الكهرباء في مقدمة برامجها، فالكهرباء هي العمود الفقري للاقتصاد الوطني وللصناعة والزراعة فيعرف الوطني من غير الوطني من خلال منهجه واقترابه وبعده عن الأمريكان.
https://telegram.me/buratha