عهود الاسدي ||
بالنظر الى المرآة تكتشف مواطن الجمال والقبح في الجسد المنعكس عليها لذلك يلجأ الجميع الى مرآة جميلة صافية لاخدش فيها ، كذلك هي الاسرة نواة المجتمع ومرآته العاكسة التي تكشف مزاياه او عيوبه وكلما كان الاهتمام ببناءها والعناية بافرادها كانت تحمل صورة واضحة وجميلة عن ذلك المجتمع ، بينما اذا كانت مهشمة كانت صورة المجتمع ايضا مهشمة ، لذلك يجب ان يبدأ الاصلاح من الزوجين في اختيار الاكفأ والاجدر لقيادة هذه الشركة الصغيرة ، ومن المؤسف القول ان ارتفاع حالات الطلاق والتشتت الاسري ماهو الا انعكاس لتمزق مجتمعي خطير ، تشوهت معانيه بحب الاموال والمناصب والانانية والانحلال الخلقي والتعصب القبلي والعنصري والحزبي وما الى ذلك ، فلو سلط الضوء على اسباب الطلاق لتعددت الى ما لا نهاية .. فمنها سوء الاختيار وعدم الزواج من الشخص الكفوء المناسب ، وتسلط اولياء الامور بفرض القرارات الخاصة بالزوجين والتدخل السلبي في كل تفاصيل حياتهما ، وهذا ما يقودنا الى سبب اهم وهو الزواجات المبكرة لشباب قاصر لم يدرك شيئا عن اهم المسؤليات في الحياة الزوجية وهذا يقع على عاتق اولياء الامور الذين يتعجلون زواج الابناء قبل تهيئتهم لهذا المشروع الاسري العظيم فمن الضروري ان يخضع الشابان الى اختبارات نفسية وجسدية من الاباء للتأكد من مقدرتهما على تحمل المسؤولية وتحدي الصعوبات التي تعترضهما ، وكذلك سوء اختيار التوقيت لانعقاد الزواج فمن الضروري دراسة الظروف البيئية والمادية والنفسية المحيطة بالاسرة قبل الاقدام على تشكيلها لتكون على ارض ثابتة مناسبة لتكوينها ، ولصعوبة توفير تلك البيئة المناسبة نجد انتشار ظاهرة العزوف عنه عند الكثيرين فبين العزوف والطلاق تزداد التشوهات الاجتماعية بشكل خطير وقد يصل الامر الى الانحراف الاخلاقي ، وهنا يأتي دور اصحاب القرار وكبار القوم وعقلائهم والمثقفين منهم في السعي نحو ايجاد الحلول المناسبة لترميم التهشمات وتجميل ماتشوه بتوفير البيئة الزوجية المناسبة ( ماديا ومعنويا ) ونشر الوعي الاسري السليم بعقد دورات تعليمية وتثقيفية واضافة قوانين حازمة ومعالجة للحد من حالات الطلاق التي اخذت بالتفاقم بشكل خطير ، وكذلك الحد من حالات العزوف عن الزواج بايجاد الظروف المناسبة لكلا الجنسين وزرع الاطمئنان والثقة العالية بالاقدام على مشروع الزواج المقدس وتوعيتهم باهميته لامتداد الجنس البشري واحتضانهم وبناء مجمعات سكنية مناسبة وعمل مشاريع انتاجية تهيء فرص العمل لهم لضمان الدخل الكافي لنفقات تلك الاسر فمن اجل صناعة مجتمع صالح يجب ان تنال الاسرة الاولوية في الاهتمام والعناية لينعكس اثر ذلك على المجتمع ككل .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha