بهاء الخزعلي||
منذ زيارة بابا الفاتيكان لمدينة الناصرية وإقامة الصلاة الموحدة فيها بتاريخ ٦/٣/٢٠٢١ والأنظار تتوجه الى الناصرية، وتكمن أهمية الناصرية بوجود بيت سيدنا إبراهيم عليه السلام فيها حيث اعتبرها البابا هي مدينة الخلاص، وتعتبر الناصرية في فكر المخططين لمشروع المسار الإبراهيمي هي نقطة الانطلاق لرحلة سيدنا إبراهيم وصولا الى مكة المكرمة.
لماذا تتوالى الأحداث السيئة في الناصرية ؟
سؤال يجب الإجابة عنه بعناية حيث لم تهدأ الناصرية الا بفترة زيارة البابا لها، ومنذ ذلك الحين تتوالى بها التظاهرات وجرائم الخطف والاغتيالات وحرائق الأسواق والمستشفيات ومنشآت الدولة كمحطات الطاقة الكهربائية، وللأجابة عن كل هذا يجب أن نستحضر بعض الأحداث منها ......
* لو أسقطنا على الخرائط طريق مسار سيدنا إبراهيم وفق اطلس الأديان لوجدناه يتطابق مع حدود دولة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
* الدعوة لصلاة موحدة بتاريخ ١٤ مايو ٢٠٢٠ للخلاص من كورونا وهل من المصادفة هذه الصلاة تتم شعائرها في يوم ١٤ مايو وهو يوم احتفال الكيان الصهيوني بعيد الاستقلال، وهو نفس يوم النكبة للدول الإسلامية والعربية.
* وثيقة ( Abraham path initiative ) التي تنص على أن حكومات دول المسار لا تمتلك أحقية الأرض في ذلك المسار ويتم تدويل تلك الأرض بعد إتمام مشروع المسار.
* زيارة البابا فرانسيس لمدينة الناصرية و وصفه لها انها مدينة الخلاص، وكذلك قوله أننا جئنا لأعادة الشعوب الأصلية لديارهم التي هجروا منها.
* مشروع الابراهيمية الذي يبنى على اخذ المشترك من الأديان السماوية الثلاث و إهمال المختلف عليه أي توحيد كتاب ديني واحد بين الأديان الثلاث به المشتركات وتهمل الكتب السماوية الثلاث.
* يبنى المشروع الإبراهيمي على إزالة القدسية عن كل مقدس وإيجاد مقدس مشترك، وهذا ما حدث في العراق عندما انتشر فيديو لحاجين يحجان في اور بدل من مكة المكرمة، والشيء الملفت للانتباه توجه بعض وسائل الاعلام لتصوير ذلك الحدث الغريب وكيف تعرفت وسائل الإعلام تلك من موعد هؤلاء الحاجان للذهاب للحج في اور.
* ذكرة صحيفة sky news بالعربية بتاريخ ٢٢ يوليو ٢٠٢١ أن العراق يستعد لاستقبال أكبر رحلة حج من مسيحيي الخارج يبلغ عدد الحجاج بها ثلاثة عشر ألف حاج، لكن الغريب في تلك الرحلة هي مصاحبة عشرة بعثات تنقيب عن الآثار لها، فأن كان بيت سيدنا إبراهيم واضح للعيان ما الغاية من وجود بعثات التنقيب تلك.
ومن خلال ما ذكرناه أنفا اعتقد ان جميع التوترات والأحداث الحاصلة في الناصرية ما هي الا عملية ألهاء أمني للأجهزة الأمنية في المناطق والاحياء السكنية في الناصرية، لتركيز الجهد الأمني على بعض أماكن الناصرية ويخلوا البعض الآخر وخصوصا المناطق الأثرية لتسهيل عملية دس آثار يهودية في تلك الأماكن، ولك أن تتخيل مدى الحرج الذي سيقع على العراق في حال تم اكتشاف تلك الآثار أمام أنظار ثلاثة عشر حاج و وسائل إعلام محلية وعالمية.
حيث تكمن خطورة هذا الحدث أنه خاضع للاتفاقية رقم ١٦٩ للأمم المتحدة وهي اتفاقية الشعوب الأصلية، وهذه الاتفاقية تعطي الحق لمن يثبت انه من الشعوب الأصلية لدولة ما وتم تهجيره قسرا بالمطالبة بتعويضات من تلك الدولة بالقيمة الحالية، وكذلك له حق العودة للاستيطان في تلك الدولة وتولي إدارة خيراتها باعتبار أنه حرم من خيرات بلده الأصلي طيلة فترة التهجير، وهذا الحدث هو ليس الأول من نوعه حيث كشفت وزيرة السياحة الأردنية مها الخطيب سابقا عملية مماثلة عندما أعلنت أن شرطة السياحة الأردنية ألقت القبض على اسرائيليين يدسون قطع آثار يهودية من النحاس في أراضي أردنية، حينها قالت (لن نسمح لليهود بالاستيطان في البتراء).
الخلاصة:
ان التعايش السلمي قائم على احتفاظ كل طرف بخصوصيته، وليست إزالة الخصوصية بداعي إيجاد المشترك بين الأديان، و أن ما قاله وليم أوري رئيس البورد العالمي لمسار إبراهيم بأن الهدف من ذلك المشروع هو إقناع الناس بالتخلي عن الملكية الخاصة والاعتزاز بإنتمائهم للكرة الأرضية، ما هي الا لعبة لاقناع الشعوب العربية والإسلامية بالتنازل عن خيراتها لدول الاستعمار والاستكبار بدون اي مقاومة.
و كذلك تكمن خطورة هذا المشروع بأستبدال المقدس بمقدس اخر، فماذا لو استمر الحج في أور بداعي ان إبراهيم عليه السلام هو المشترك بين الأديان، بعدها سيولد جيل مسلم يرى أن اور هي المكان المقدس الذي تحج له الأديان وليس مكة المكرمة حينها عندما تتعرض المقدسات الأصلية للهدم لن يكون هنالك من يدافع عنها، لذلك تجد في وقتنا الحالي تتعالى أصوات نشاز تتهم المقاومة والحشد الشعبي بالتهم الباطلة، وكذلك تتعالى نفس الأصوات لتهوين القضية الفلسطينية، كل هذا هو عملية غسيل ادمغة واستحضار افكار جديدة بدعم من منظمات مجتمع مدني مدعومة من وزارة الخارجية الأميركية من قسم الدبلوماسية الروحية وتدريبهم على دوراة تسمى (أنظمة الحكي) وهي كيف تقنع الأخرين بالأفكار الجديدة من خلال الكلام، للتأثير على مجتمعاتنا وقتل روح المقاومة والدفاع عن اوطاننا، ليسهل على المحتل تنفيذ مخططاته تحت شعار (الدين الجديد أفيون السلام العالمي).