عدنان جواد ||
قبل أيام صرح الصدريون أن رئاسة الوزراء ستكون من نصيبهم، لأنهم يمتلكون قاعدة شعبية كبيرة ومنظمة، وهم اليوم من يدير الدولة حسب كلام أغلب الفاعلين في الطبقة السياسية.
وأصبح واضحا اليوم بعد إعلان الانسحاب من قبل السيد مقتدى الصدر أن رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات صدريا فقد أعلن استقالته وهذا كان خافي على الكثير، فالمالية والبنك المركزي والامانة العامة لمجلس الوزراء، وناىب مجلس النواب، إضافة للمفاصل الارتكازية في أغلب مؤسسات الدولة ووزاراتها من التيار الصدري.
لكن هناك حدث مفاجا غير التوجهات والخطاب، ففي فترة سابقة أعلن الصدر بأنه سوف يستشهد، وفي آخر أنه يرشح (القح), لكن ربما استشعر أن شعبيته في انخفاض لا تؤهله لرىاسة الوزراء، وهناك امتعاض شديد بعد أحداث الحراىق في الناصرية، وغضب الناس على اتباعه الذين نشروا الفساد في أي منصب يتولونه ويمنعون الآخرين من تقديم الخدمة أو المضي بالمشاريع الكبيرة من دون أن تكون لهم حصص فيها.
البعض قال إنه انسحاب تكتيكي وسوف يعود مثل ما فعل في عام 2014، ودليلهم أن حميد الغزي والوكلاء والمدراء العامين لم يستقيل او ينسحب أي أحد منهم، وانه يريد أن يبعد عنه وعن تياره الفضائح التي يصعب عليه اخفائها إلا بالتبري من الفاسدين .
البعض يقول أن هناك مؤامرة دولية واراد أن يقف على التل لحين انتهاء المعركة بتصفية خصومة (فيشرب صافيها)، وإشار إليها بالتشبيه بما يحصل في أفغانستان وسوريا سوف يحصل في العراق.
والبعض يقول أنه علم أن الإنتخابات سوف يتم تأجيلها لذلك يسعى وخلال الفترة القادمة رص صفوف انصاره، والعودة بقوة.
ولكن التساؤل ماهو مصير حكومة الكاظمي، هل يبقيها ويتحكم فيها من خلف الستار، ام يسقطها كما ساهم في إسقاط حكومة عادل عبد المهدي، ليتحكم بالامور بصورة مباشرة، لكن العراق فيه ارادات دولية، وهو ليس للصدرين فقط، والطبقة السياسية فشلت في إدارة الدولة، وهناك سخط شعبي كبير على كل المتصدين وخاصة في الوسط والجنوب، حتى أن الظروف مهيئة لأي تغيير يلغي هذا النظام المبني على التحاصص الحزبي.
فسبب تماسك شعبية التيار الصدري رغم الفشل العام هو الاهتمام بالانصار من خلال التعيينات ومتابعة وانجاز طلبات ومعاملات انصارهم في مؤسسات الدولة، وهم يعلمون أن بقائهم وزوال امتيازاتهم ببقاء تيارهم وقائده، فالتيار الصدري طرف مؤثر في العملية السياسية ، وركنه وتركه محايدا فيها راىحة مؤامرة دولية، بعد الاصرار من قبل بعض الجهات السياسية وفصاىل المقاومة التي تصر على خروج القوات الأمريكية من العراق، واستبدال الشركات الأمريكية بشركات صينية وروسية والمانية، بعد الأزمة الكهربائية وتاخر الصناعة والزراعة وكل مجالات الحياة، والتوجه صوب دول متقدمة وغنية بدل الذهاب لدول ضعيفة اقتصاديا وصناعيا.
ربما قضية انسحاب الصدر تعالج بتدخل زعماء الكتل والامم المتحدة، واطراف مؤثرة خارجية، تقنعه بالعودة فيعود بشروط يفرضها، لكن ينبغي على القوى الخيرة التصدي للانهيار في الدولة وانحدارها نحو الفوضى، واستقطاب التيار الصدري، فاي خلاف داخلي سوف يضعف الجميع، وأن المستهدف هو الحشد والمراجع والرمز الدينية والوطنية.
https://telegram.me/buratha