✍🏻 رجاء اليمني ||
عيد الغدير هو ثالث وآخر الأعياد لدى الشيعة ويُحتفل به في يوم 18 من ذي الحجة في كل عام هجري احتفالًا باليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة عيَّن فيها عليًّا مولًى للمسلمين من بعده، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى بـ "غدير خم" سنة 10 هـ. وقد استدلّ بتلك الخطبة على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد، بينما يرى أهل السنة أنه قد بيّن فضائل علي للذين لم يعرفوا فضله، وحث على محبته وولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له، ولم يقصد أن يوصيَ له ولا لغيره بالخلافة.
يحتفل المؤمنين بهذا اليوم ويعتبرونه ثالث الأعياد وأعظمها، كما يُعتبر صيام هذا اليوم عند المؤمنين من أفضل العبادات وهو مستحبٌ وليس حرامًا كعيدي الفطر والأضحى. يستدل الصادقين على أهمية هذا العيد من عدَّة أحاديث، منها:
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن الإمام جعفر الصادق: «قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال:نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما، قلت: وأي يوم هو؟ قال: هو يوم نصب أميرالمؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس، قلت: جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله وتبرء إلى الله ممن ظلمهم فإن الانبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الاوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا، قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين شهرا، ولا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد وثوابه مثل ستين شهرا لكم».
عن عن المفضل بن عمر قال : قلت للأمام جعفر الصادق: «كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد. قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة. فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله أمير المؤمنين ونصبه للناس عَلَما. قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له، مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، كذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي ويتخذونه عيدا»
كان النبي الأعظم صلوات ربي عليه وعلى آله، وهو الذي لا ينطق عن الهوى قد أوضح لهذه الأمة عناصر قوتها في حديث الثقلين حيث قال : "إني تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا :كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ألا وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض". وفي رواية أخرى : "لن تضلوا ولن تذلوا من بعدي أبداً". فالذل والضلال أخطر الأشياء التي تهدد هذه الأمة والتي يسعى الأعداء إلى ترسيخها في واقع المسلمين، وبالتالي لن يُحصّن الأمةَ ويضمن لها النجاة من واقع الذل و الضلال إلا عنصرا القوة والحماية اللذان تم تحديدهما من قبل نبي هذه الأمة وهما كتاب الله وعترة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله .
أكد النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله أن هذين العنصرين لا يفترقا فكلاهما مكملاً للآخر؛ ولأن في افتراقهما افتراق الأمة بأكملها، وتشتتها وضياعها، وفي بقائهما معا بقاء الأمة وعزتها وكرامتها؛ لذلك سعى أعداء الأمة الى التفريق بينهما عن طريق محاولة إقصاء عنصر الثقل الأصغر "العترة" لأن الثقل الأكبر وهو "كتاب الله " محفوظ من الله ولن يستطيع الأعداءُ تغييره أو تبديله ولكن يمكن تعطيله بإقصاء من يحملونه من أعلام الهدى؛ ولهذا صبَّ الأعداءُ كل خططهم ومؤامرتهم في قوالب محاربة هذا العنصر المهم من عناصر القوة وعلى رأسه استهداف ولاية الإمام عليه السلام؛ والتي تتعبر تتويجا لدين الله الكامل لأنها؛ ولاية مطلقة لامحصورة وولاية شاملة لاجزئية، وحيث أن الإمام علي عليه السلام لم يكن بحاجة إليها ولكن الأمة هي التي كانت وما زالت في أمس الحاجة إليها لضمان السير في دروب الهداية والكرامة والغلبة .
ويدرك الأعداء جيدا أن مبدأ الولاية هو من سيربط المسلمين بعترة رسول الله؛ وبالتالي فهذه العترة هي من ستربط المسلمين بكتاب الله كمنهج هداية ودستور حياة، وإذا ما تم هذا الارتباط الوثيق ستنقلب موازين الأمور وستتغير المعادلات القائمة، وسيصبح المسلمون هم الغالبون وأعدائهم هم الصاغرون وهذا ما يخاف حسابه الأعداء؛ لذلك قاموا باستهداف هذا المبدأ في مضمونه ومبادئه ورجاله، وحاربوه فكريا ودينيا وعسكريا وتم تحريف مفهوم حديث الولاية في واقعة غدير خم، والذي يعد من أصح الأحاديث المروية والمجمع على صحتها ؛ حيث لا حديث أصح منه على الأطلاق، وبما أنه كذلك من حيث الصحة والتأكيد والشهرة؛ فليس بالإمكان أنكاره؛ لكنهم حاولوا تحريف معنى الولاية من مفهومها الصحيح : النصرة والإقتداء والاتباع والتسليم.. إلى معان أخرى زائفة فأوّلوا "من كنت مولاه فهذا علي مولاه". إلى مفهوم المحبة والعاطفة؛ بعيداً عن التطبيق العملي الذي أراده الله ورسوله من هذا البلاغ الإلهي... إلى جانب هذا قاموا بنشر الثقافات المغلوطة، وخداع الأمة بروئ بشرية زائفة وفاشلة وتقديمها كبدائل عن الولاية، وقاموا بممارسة أساليب القتل والتشريد والتهجير والتنكيل بكل من يؤمن بهذا المبدأ المقدس .. ابتداء من الإمام علي عليه السلام
فذلك ادي الي انحراف الأمة عن المسار فكان من. الأهمية الاهتمام بهذا اليوم. وبالاخص المرأة اليمنيه لانها هي أساس المجتمع فكلما كان ارتطبها بآل البيت وبالتالي بالمنهج القراني الرباني الذي ارد الله للأمة من السير عليه فكان الإمام علي هو سبيل النجاة للأمة الإسلامية والارتباط الوثيق بالقيم والأخلاق والدين والعدل. والحق وكل الفضائل التي تسير بالإنسان إلى بر الأمان فهي اساس المجتمع واللبنه الأساسية في صلاح الأسرة
https://telegram.me/buratha