ازهار ال عبد الرسول ||
الله سبحانه وتعالى قد سن سنن الهية وكونية اقتضت الحكمة في خلقه وموجوداته ان يجعل عليها رقيب ومستحفظ، وخليفة لإقامة لدينه ونشر لعدله، وبث لمكارم الاخلاق ونبذ التباغض والظلم والجور والمساواة بين بني البشر في ارجاء المعمورة، فأختار الله من عباده اخلصهم لتوحيده واكثرهم حباً له واطهرهم مولداً واشرفهم نسباً، فجعلهم انبيائه ورسله وحملت رسالاته فبعثهم الى عباده، وجعل لكل منهم اوصياء اقامة لدينه وحجة على عباده ومن ثم ختمها بالرسالة المحمدية، التي نسخت الرسالات السابقة واصبحت نظام وقانون ومسلك سوي لكل البشر، فجعل الله النبي الخاتم مهبط وحيه ومعدن رحمته سيد الاولين والأخرين، المخلص في توحيد الله الذي ادى ما حُمِلَ من أمر باكمل وجه بمساندة ومساعدة ومعاضدة ابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام، حتى وصفهم الله في كتابه في اية المباهله (بأنفسهم) اي انه نفس رسول الله صل الله عليه واله وسلم، فكان للنبي كظله منذ نعومة اظافره فهو لا يفارق الرسول طرفة عين، يسمع ويعرف خلجاته بابي وامي وهو باب مدينة العلم، لذا قرن {الله سبحانه} تبليغ الرسالة بالولاية التي لا بد منها لتثبيت الدين الحنيف ونشره وشموله، الذي ان تحقق يسمو بالانسانية الى اعلى مراتب الكمال.
هذه الاية من سورة المائدة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} تدل على أمر عظيم حدث في حجة الوداع في واقعة غدير خم، حيث جمع الرسول اكثر من مائة الف مسلم حضر الواقعة وبايع الامام علي عليه السلام بالخلافة، التي اتم الدين بها بدليل اية الأكمال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} حتى بايعه الصحابة بأمر من الله ورسوله بالولاية لعلي ابن الي طالب عليه السلام.
هنا نجد الامة الاسلامية بعد الرسول قد اختلفت وأفترقت على من سيخلف الرسول.
سؤال لابد من طرحه:
في اجتماع سقيفة بني ساعدة عندما تولى ابو بكر الخلافة وعند قرب وفاته، فكر بحال المسلمين وخاف على الدين فاوصى من بعده بعمر بن الخطاب، وعمر كذلك فعل وأوصى من بعده !!؟
هنا نطرح سؤال جديد: هل يجوز لمدير المدرسة ان يترك المدرسة عند غيابه بدون وكيل، او من يقوم بمكانه !؟
الجواب معروف - لا - لانه يسبب الارباك وتدب الفوضى فيها.
كيف بالرسول ان يترك مجتمع جاهلي أُمي مشرك من دون وكيل، او من سيخلفه لتثبيت ونشر الرسالة واتمام نعمة الاسلام !؟
أيكون ابو بكر وعمر أنبه وأحرص من حامل الرسالة على الرسالة نفسها؟ هل يُعقل حامل الرسالة (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) لم يعرف تكليفه ويوصي من بعده؟
في كل ميادين العمل لا بد من ادارة تدير العمل ومن لوازم الادارة ان يكون هناك شخص مدرب ومعد على ادارة العمل في حال غياب المدير .
هل ترك الرسول الاعظم صل الله عليه واله وسلم الدنيا بدون خليفة من بعده؟ لماذا لم يوصى ، الم تكن رسالته سماوية الهية؟ الا يخاف ان تدب الفوضى وتتفرق امته بعد اجتماع؟
الحق اظهر وابين من الشمس،
ايها المخالف استنطق ايات الله وانت تعرف الجواب ان كان قد نكص وأُحجم العقل. اية التبليغ - واية الولاية - واية المباهلة... كلها ادلة نقلية تدل على احقية علي بن ابي طالب عليه السلام على أمارة الامة واستخلاف الرسول بأمر ونص الهي ، فهو شخصية فذة لا مثيل لها بعد الرسول جامع للكمالات والفضائل،
[وفضائل شهدت بها اعداؤه.... والفضل ما شهدت به الاعداء]
فها هو كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة قرأ مقولة مترجمة للامام أُفتِنَ بها((يا مالك ان الناس؛ اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)) كتاب الامام - لمالك الاشتر - قد صوتت علية الدول بانه احدى مصادر التشريع القانوني لهيئة الامم المتحدة، وفي عام ٢٠٠٢ تم فيها اتخاذ الامام علي من قبل المجتمع الدولي شخصية متميزة، ومثلا أعلى في أشاعة العدالة. ان كنتم تحبون الله ورسوله حقاً أتمروا بأمره ونتهوا بنهيه فأن مثل (علي) عليه السلام لا نظير له ولا ند
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا...}
https://telegram.me/buratha
