هاشم علوي ||
دول الخليج دخلت في طفرة نفطية كبيرة اوجدت رأس مال متراكم ونفوذ مالي فائق التسارع بعد ان كانت عبارة عن مشيخات متناثرة باطراف الصحراء وقبائل بدوية متخلفة كانت تعتمد على البحر والابل في ارزاقها وتاريخها المعاصر معروف لدى الجميع.
اليوم اختلف الوضع بعد الطفرة النفطية ومنذ اواخرالقرن الماضي بدأت تسعى تلك المشيخات وهي القابعة تحت الوصاية الاجنبية البريطانية والامريكية بالخروج من الشرنقة الى المسرح الدولي وبدأت تبحث عن نفوذ اقليمي ودولي بدء بلبس ثوب الحمل الوديع وحمامة السلام واتجهت نحو البلدان التي تعيش حالات حرب اوخلافات سياسية او اوضاع اقتصادية متدهورة وقدمت نفسها اما بصورة الوسيط لحل الخلافات او فاعل الخير وراعي الانسانية وهكذا بدأت تتغلغل في المجتمعات سواء كانت عربية او اسلامية حتى تراكمت الخبرات في اكتساب العملاء بالمال والتدخل لتشكيل الحكومات وتغيير الوزراء وانتخاب النواب وهكذا تطورت علاقاتها بخطوات متسارعة وبالذات عبر الجمعيات الخيرية والانسانية والمراكز العلمية الدينية ومنضمات المجتمع المدني.
في اغلب الاحيان كانت دول الوصاية متفاهمة حول حدود تدخلاتها والدول التي تتدخل بها والجمعيات وكلا له اتباع ومشاريع وتمويل وعملاء تجمعها الاهداف العامة ان يقبع ذلك البلد اوتلك الحكومة اوذلك الحزب والمنظمة تحت رعاية هذه او تلك الدولة وكانت السعودية الاكثر تأثيرا ببعدها الديني والمالي حتى اوجدت كل دول الخليج لجان خاصة تشتري بها ولاءات الرؤساء والحكومات ومختلف التيارات القبلية والدينية والسياسية والثقافية والعسكرية تحت مسميات مكرمات ومرتبات وهبات واعانات وتبرعات ومساعدات وغيرها حتى بدات بالتنافس فيما بينها.
امثلة على ذلك في لبنان وسوريا وليبيا ومصر واليمن والعراق والسودان وفلسطين وغيرها فتارة تتفق جميعها على مصلحة يلتقي عندها جميع البعران وتارة تختلف وتفترق البعران وتختلف معها الاوضاع في كل بلد.
كل ذلك بسبب المال والطفرة النفطية واخيرا الاطماع فكل دول بعران الخليج تحاول ان تكبر اكثر من الاخرى بنفوذها المالي وليس حضورها الدبلوماسي فكلها تسعى لشراء شركات العلاقات الامة لتبييض وجهها وهي الدول القمعية الدكتاتورية السلالية التي لايخرج الحكم عن افراد عوائلها وتمارس النفوذ وكأنها دولة ديمقراطية وتتدخل بالمبادرات الملغومة والتدخلات العسكرية مؤخرا وهاهي تفترق وتختلف مثلما حصل بينها وبين قطر بعد ان كانت متفقة على تدمير العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان وغيرها هاهي الان تنافس بعضها وتزاحم غيرها وكانها ترى في نفسها دول عظمى وهي المحميات بالقواعد العسكرية الاجنبية.
وسواء اتفقت ام اختلفت فكله من اجل ان يراها العالم منفوخة كالبالونات التي تزين صدر اليزابت او تمثال الحرية الامريكي اونجمة داوود اليهودية، هم الاقزام وان تطاولوا وهم الاوباش وان صنعوا الادوات والعملاء فالمال المدنس لايصنع هيبة ولايحقق مكانة دولة مروموقة انما بقدر ماتقدمه للبشرية من علوم ومعرفة وليس صناعة الكنتونات من قبل الكنتونات وعملاء العملاء والقابعين تحت الوصاية يصنعونها مجددا.
الملاحظ ان دول البعران هي هي سواء اتفقت فهي تنخر بالامة وان اختلفت فهي تدمر الامة، وهذا يبين انها دول وظيفية تحشد طاقاتها لخدمة الاجنبي الذي يقرر متى الاتفاق ومتى الاختلاف وحدوده وقواعده فهوالمتحكم بخيوط اللعبة وليست دول البعران سوى ادوات للتنفيذ بمايحقق ديمومة المصالح الاجنبية.
العنجهية والغرور والكبر لايصنع دولا بل بالونات تنفجر باي لحظات.
والعاقبة للمتقين.
اليمن ينتصر... العدوان ينكسر.
الله اكبر.. الموت لامريكا. الموت لاسرائيل... اللعنة على اليهود .. النصر للاسلام.
https://telegram.me/buratha