المقالات

الزائر..غير المرغوب فِيَه


 

 احترام المشرف ||

 

ذلك الضيف الذي يأتي دون دعوة مسبقة، ويحل دون ترحيب. ويبقى وهو غير مرغوب فيه،

 ورغم كل هذا الامتعاض من زيارته إلا أن الكل يقوم بخدمة هذا الضيف والصبر عليه. ومداراته وتلبية طلباته، ومواسات من اختار هُذآ الزائر أن تكون إقامته في جسده، وتذكيره بالأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى إن هو صبر واحتسب، وأن يعلم أن هذا الزائر لابد أن يرحل ويعود كل شئ لوضعه،

المرض؟

هو ذلك الضيف الثقيل، الذي يأتي فيغير كل شيء بقدومه ولايهدأ أحد أو يستكين إلا عندما يرحل،

أما إذا أعلن إقامته الدائمة وعدم الرحيل، فهنا تكون الرزية أو المحنة أوسمها ما شئت، قدنختلف على التسمية وابداً لن نختلف علـى المعنى، فمكوثه وعدم رحيله يعنى الألام والأوجاع والآهات الخافتة والأنات الملتهبة، هذا بمن حل في جسده، أمامنهم في محيطة، فيصيبهم ما لايقل عن نصيب مريضهم، فلهم الألم المعنوي، والوجع النفسي، عندما يروا من يعز عليهم أهاته يتقلب في أحضان المرض،

 إنه يقسم بينهم المعانات فهذا يتألم جسديا، وذاك يتألم معنويا، وهذا يسهره الألم، وذاك يؤرقه أن يراه متألما،

ويستمر هذا الزائر في العبث بجسد هذآ، ونفسية ذاك، لايثنيه دواء ولا استطباب أو أطباء، حتى يأذن ڵـهٍ الله بالرحيل،

المرض، لاأحد يريده، ولاأحد يعرف في أي وقت يأتي، وبأي عمر يأتي، وتكون زيارته، المرض غير المستحب زيارته، فكيف إذا زار جسدطفل، لم تتفتح عيناه للحياة بعد، أو أقام في جسد غض، مازال في ريعان الشباب، وما أن تبدأ زهرة شبابه بالتفتح إذا بها تذبل وبدل من أن تسقى بماء الشباب الحلو إذا بها تسقى بالدواء المر،

وكأني بهذا الزائر، يريد أن يرينا كيف هو مبدع في تغيير أدوار الحياة بين الناس، كيف لا وهو من يجعلنا نرى من سنوات عمره في الربيع، وأسارير وجهه في الخريف، هو من يبدل ضحكات الطفل إلى أنات موجعة ڵـه، مؤلمة لمن يسمعه، هو من ينشب أظافره دون رحمة في الأجساد ويظل ينهش فيها حتى تذبل زهرتها ويجف رونقها وتودع ربيعها، وتظل ماكثة في خريفها ولايختلف عليها الليل من النهار، لأنها لاتهنأ بليل لتستقر وتنام، ولاتفرح بشمس ليزول عنها الظلام،

ولن يفهم ويعرف هذه الصفات إلا من هو لابس لثوب السقم، متقلب في فراش المرض، أو من كتب عليه القدر أن يظل في جانبه يرى من حكم عليه بهذا الامتحان، وهو يكتوي برمضاء الوجع، وقد انطبقت التسمية عليه فعلاً عندما يقال لمن يكون في جانب المريض أنه مرافق، فهو الرفيق الذي يتحمل مـِْن ألم من رافقه نصفه تماما وإن كان بشكل لايرى،

المرض هو الامتحان في الحياة لأنه يجعلك تفقد جمال الحياة وتتمنى زوال الحياة، إنه الأقسى والأشد من الموت،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك