عدنان جواد ||
أن حركة طالبان سميت بهذا الاسم، لأنها تأسست من طلاب علوم شرعية، على يد الملا عمر في حدود باكستان، فبعد عام 1994 بعد خروج الجيش الأحمر من أفغانستان واعدام الرئيس الموالي للروس، سيطرت طالبان على أفغانستان، ولكن دخول القاعدة على الخط، ودخول الاستخبارات الدولية وخاصة السعودية وباكستان، شوه سمعة الطالبان، بالارهاب والذبح وتدمير التراث وجهاد النكاح، فالكثير من كتبوا عن طالبان، وذكر بأن الإعلام شوه صورتهم، و أنهم يمثلون البشتون الذي يمثل الاغلبية وأن فكرهم حنفي معتدل بعيداً عن التطرف والتكفير، وأن أمريكا شعرت بأنها ذاهبة بنفس ما ذهبت اليه موسكو سابقا في عهد الاتحاد السوفيتي من خسائر، لذلك وسطت قطر للتفاوض مع طالبان للانسحاب بدون خسائر، انسحاب ماكر يخلق فوضى ويقلق دول جوار أفغانستان.
ولكنها صدعت رؤسنا باعلامها واعلام حلفاءها، بأنها اتت للمنطقة من أجل نشر الديمقراطية والحرية، وطرد بل القضاء على الارهاب والفوضى، والشروع بتكوين المؤسسات في المجتمع، وتطبيق العدالة والقانون، بحيث يصبح الحاكم خادم كما هو معمول به في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
هذه كانت الشعارات قبل 20 سنة من دخول أفغانستان والعراق، لكن النتائج اليوم تختلف، برزت على السطح الطاىفية والمذهبية والذبح على الهوية في العراق وسوريا، فهاهي تترك أفغانستان، بعد أن خسرت أكثر من 190 مليون دولارا على تدريب الجيش الافغاني، ولكنه لم يصمد أمام حركة طالبان، التي أصبحت تهدد العاصمة كابل، فهي تتقدم بسرعة لأن الشعوب والقباىل ترحب بها، البعض يقول أن خطط واشنطن فاشلة، وما حدث في أفغانستان سيحدث في العراق وسوريا ولبنان، فيفقد حلفاؤها الثقة بها وثقة الناس بهم، وهناك تجارب كثيرة في العالم، والبعض يقول أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية مخطط له، وانها تستفاد من الفوضى في أفغانستان، لأنها ستقطع طريق الحرير، فقد افشلته في العراق وسوف يفشل في الطرف الآخر أي أفغانستان، بيرجنسي يقول صحيح أننا فككنا الاتحاد السوفيتي، لكن بقى امامنا الاسلام والكونفونيوشية، يجب خلق الفوضى في بيئتها، فلدى أفغانستان بقيادة طالبان مستقبلاً حدود بطول 75 كم مع الصين وهناك الايغور في الصين وهم مسلمون، وسوف تثير القلاقل في جمهورية الصين، وكذلك حدودها مع ايران وخلافها مع توجهاتها، ولكن إن كان هذا مخطط له لماذا ترسل وبشكل مستعجل 3الاف مقاتل من أجل اجلاء رعايها،
يبدو أن شعار أقوى دولة في العالم قد اهتز فعلياً، ولابد لها لترك العرش لاخرين أو مشاركتهم في السيطرة على العالم، واي رئيس دولة أو ملك أو أي مسؤول، ألا يعتمد على واشنطن فقد ادارت ظهرها ولديها الاهم، وصدق كاستروا عندما قال اتركوا الولايات المتحدة الأمريكية، ليس لانفسكم بل لاجيالكم القادمة، لكي تعيش بكرامة وسيادة كاملة وقرار مستقل، ولا تملي عليها ما تعمل وما لاتعمل، والامام الخميني قدس وصفها بالشيطان الأكبر، وأن من يتحالف معها فليراجع نفسه، وكم من دولة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية تمتلك الموارد الطبيعية والغنى ، لكنها تعيش الفقر لأن قرار حكوماتها وحركة اموالها واقتصادها بيد الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد نصحت الدول وخاصة الإسلامية، فايران دعت الشيعة في أفغانستان بعدم التصدي لطالبان، وعلى طالبان ترك التشدد والتطرف والاستفادة من المجمعات العلمية في الدول الإسلامية، ومنح حرية المعتقد، وحرية المرأة وحقوق الإنسان..
https://telegram.me/buratha