غدير التميمي ||
عابس بن أبي شبيب الشاكري من أنصار الإمام الحسين (ع) وشهداء كربلاء ينتمي عابس إلى بني شاكر وهم بطن من هَمْدان وكان من الشخصيات البارزة في الكوفة كما أنه كان رجلاً خطيباً ناسكاً متهجداً كانت بنو شاكر من المخلصين بولائهم لأمير المؤمنين (ع) وفيهم يقول (ع) يوم صفين: " لو تمت عدتهم ألفا لعبد الله حق عبادته " وكان عابس من خواص أصحاب الإمام علي (ع) والإمام الحسين (ع) جرح عابس في معركة صفين في جبينه وبقي أثر ذلك الجرح حتى آخر حياته وبعد أن جاء مسلم بن عقيل إلى الكوفة ونزل في دار المختار اجتمع عليه الشيعة فقرأ عليهم كتاب الامام فجعلوا يبكون فقام عابس بن أبي شبيب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم وما أعرك منهم ولكن - والله - أخبرك بما أنا موطن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلن معكم عدوكم، ولأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلاّ ما عند الله، عندما بايع أهل الكوفة مع مسلم بن عقيل وكان في دار المختار ثم تحول إلى دار هاني بن عروة - كتب إلى الحسين (عليه السلام) كتاباً يقول فيه: فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجّل بالقدوم حين يأتيك كتابي فإن الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى. وأرسل الكتاب مع عابس وقيس بن مسهر الصيداوي فتوّجه عابس نحو مكة لإيصال ذلك الكتاب إلى الإمام الحسين (ع) والتحق عابس بالركب الحسيني وبقي برفقته حتى نزل في كربلاء.
لما اشتد القتال في يوم عاشوراء جاء عابس الشاكري ومعه شوذب فقال لشوذب: يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟ قال: ما أصنع؟! أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله (ص) حتى أقتل فقال: ذلك الظن بك، أما الآن فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه، وحتى أحتسبك أنا، فإنّه لو كان معي الساعة أحد أنا أولى به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتى أحتسبه، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر فيه بكل ما نقدر عليه، فإنه لا عمل بعد اليوم، وإنما هو الحساب. فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذبث، فسلّم عليه، وقال: يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ عليّ ولا أحبّ إليّ منك ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعزّ عليّ من نفسي ودمي لفعلته. السلام عليك يا أبا عبد الله أشهد أني على هداك وهدى أبيك. ثم مشى بالسيف نحو القوم وبه ضربة على جبينه، فطلب المبارزة فلم يتقدم إليه أحد فنادى عمر بن سعد: ويلكم! ارضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كل جانب فلما رأى ذلك ألقى درعه، ثم شد على العدو وأكثر من 200 شخص هجم عليه فقتلوه، وقطعوا رأسه، واخذو يتخاصمون فيمن قتله هذا يقول: أنا قتلته، وهذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد، فقال: لا تختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد، كلكم قتله، ففرقهم بهذا القول فاستشهد دفاعا عن حرمة بيت النبوة وسبط النبي الاكرم فذكر في في الزيارة الرجبية للإمام الحسين وزيارة الشهداء .
السلام عليك يا عابس بن أبي شبيب الشاكري أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله
ـــــــ
https://telegram.me/buratha