عدنان جواد ||
انتشرت مقاطع فيدويه على مواقع التواصل الاجتماعي لمسرحية عادل امام شاهد ماشا فشي حاجة، وهو يكرر مفردة( داخلة خارجه)، بعد عودة التيار الصدري للانتخابات، فهو كثير الانسحاب والعودة، حتى ان اخر انسحاب له بعد حرائق المستشفيات في الناصرية، ويقال ان سماحة السيد مقتدى زعل على جماعته لتورط بعضهم في ملفات فساد، لكن المحللين السياسيين وحتى اغلب المطلعين على الوضع في العراق، كانوا جازمين بعودته للانتخابات، لأنه ترك وزرائه في الجهاز التنفيذي ، ونوابه في السلطة التشريعية ، ولم يقدم طلب رسمي للانسحاب من المفوضية، وهناك تجارب سابقة في هذا المجال، لكن بعض السذج من شعبيته صدقوا فمزقوا بطاقاتهم الانتخابية بطريقة استعراضية، فاثبتوا انهم تحركهم العاطفة الحزبية بعيدا عن التفكر والعقل ، وان الوعي لازال قاصرا في العراق.
فهل انها مسرحية مشاهدها معروفة النهايات، وانها كالسابق تعود نفس الكتل والاحزاب للتوافق وتوزيع الحصص ، والجميع يتكلم عن الفساد ولكن بنفس الوقت الجميع يدعي النزاهة وانه يمارس الاصلاح ويحارب الفساد!!، وبالتالي تضيع الاموال المسروقة ويتم تبرئة السارقين و( يضيع دم المجاتيل بين القبائل) ، لكن التيار الصدري وعلى لسان قائده، يقول ان في هذه العودة ضمانات وتعهدات من الكتل السياسية في الاصلاح وتغيير المنهج السابق، وانهم مؤمنون بالعملية الديمقراطية والتغيير عن طريق صناديق الانتخابات، ويجب ان تتبنى الكتلة الاكبر مسؤولية تشكيل الحكومة، واي خلل او فشل تتحمله تلك الكتلة وليس كما في السابق تتفرق المسؤوليات ، وانهم سوف يتصدون لرئاسة الوزراء، وستكون صدرية قح، وانه يتعهد بإنقاذ العراق وانه الكتلة الاكبر.
في حين يقول الكثير من عمل في السياسة ، ان الاحزاب السياسية الحالية لا يمكن ان تترك السلطة، فهي تموت من دون السلطة، فهي كالماء بالنسبة للسمك، والا من اين تأتي كل هذه المليارات من الدولارات وتلك المقرات والمكاتب والقوات العسكرية، والعقارات ومواكب السيارات، والطائرات الخاصة، اما بالنسبة للعهود والمواثيق فإنها مجرد حبر على ورق، بعدها لم يجف حبرها، عملت الكتل السياسية عكسها، فراينا الكثير من تلك المواثيق ولكن لم يعمل باي منها على الارض، اما مقومات الفساد واستمرار الحال لازال موجود، فالمال والفساد السياسي لازال موجود، والاحزاب نفسها، وهناك تصريحات للصدر سابقة يقول فيها انه لا يثق بمن في الطبقة السياسية ، واليوم يقول انه عاد نتيجة لتعهد لكتل السياسية الوازنة، والتي منحته ضمانات بالإصلاح والتغيير في الفترة القادمة، وان هناك ورقة للإصلاح وقعت من قبل زعماء أغلب الكتل السياسية، لقد اصبحت سمة الانسحاب والعودة للانتخابات خاصة بالتيار الصدري حصراً، التساؤل هل وقع الاكراد ودولة القانون على تلك الورقة؟!.
الواقع يناقض الكلام، فعندما ترى نفس الادوات ونفس الاليات ونفس الشخوص، وهناك كلام وقد اكده حاكم الزاملي وهو أحد الأشخاص المجربين في الإنتخابات السابقة على قناة الشرقية حيث قال قد نعيد ترشيح مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء، وفي نفس الوقت يتحدثون عن التغيير والاصلاح كلام فيه الكثير من النقاش ، ولو ان الدكتورة مها الدوري وهي أيضاً من المخضرمين في احد خطاباتها تقول ، طبق ثم ناقش، وتعود المسرحية ويعود المشاهدون ليشاهدوا المسرحية نفسها رغم انها مكررة عدة مرات، لانهم يحبون البطل الذي يمثل في تلك المسرحية، ما يهمنا تقديم مسرحية جديدة تقدم حلول واقعية للناس وهذا يبدوانه لازال بعيد المنال.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha