المقالات

اليوم شراء الاصوات وغداً شراء المناصب..!

1601 2021-09-20

 

عدنان جواد ||

 

  يبدو ان كل شيء في العراق خاضع للبيع والشراء، حتى الضمائر والالتزامات وحلف اليمين يتم بيعها، انتشرت الرشوة في تسعينات القرن الماضي بعد ان ضعفت سلطة نظام صدام، وعدم كفاية الرواتب الممنوحة للموظف، فأصبحت الرشوة شائعة في اغلب دوائر الدولة، ربما يقول قائل ما علاقة شراء الاصوات بالرشوة؟ اقول ان الرشوة نوع من انواع السرقة، وهي ايضاً تتضمن بيع وشراء،  فالمعاملة التي يتم وضع بين طياتها مبلغ من المال تنتهي بفترة مقبولة، اما التي يسلك صاحبها الطرق القانونية الصحيحة فهي (تنام) في دواليب الموظفين وقد تفقد بين اقسام تلك الدائرة، فيعود المواطن لترويج معاملة اخرى، ولكن في هذه المرة ( يدهن السير) بعد ان ضاق الامرين، اي  يسلك الطرق المختصرة التي كان يعتبرها معيبة، لكنه اقتنع ان مصالحه تتعطل وانه لا يستطيع الوقوف بوجه منظومة فاسدة، واستمر هذا الحال ليومنا هذا، فالذي يملك المال يستطيع تعيين ابنه  وابنته بدفع الدولار، وادخالهم الدراسة التي يرغب والحصول على ما يريد ، واما الذي لا يملك المال فهو يقع فريسة بين العوز وعدم القدرة على فعل اي شيء في دولة لا تعطي الحقوق لمستحقيها فحتى الرعاية الاجتماعية تخضع للإرادات الحزبية.

يتحول المرشح من مواطن مسالم بسيط يبحث عن الحقوق وتقديم الخدمات، يزور الناخبين في منازلهم يقطع لهم الوعود والعهود والمواثيق وانه يختلف عن سابقيه، لكنه يتحول الى كائن اخر بعد الفوز، وظاهرة شراء وبيع الاصوات الانتخابية كثر الحديث عنها في الآونة الاخيرة، وان سعر بطاقة الناخب من 250 الف الى 300 الف دينار عراقي، سابقاً يتم تصوير التأشير على اسم المرشح ليأخذ المبلغ المتبقي بعد التصويت، لكن المفوضية منعت ادخال الموبايل لقاعة التصويت، فاستبدل بحلف اليمين على القران الكريم،  فالبعض من اصحاب الاموال المسروقة والمخلوطة بين الحلال والحرام، والمطلوبين للقضاء نتيجة قضايا فساد، يسعون للحصول على الحصانة البرلمانية، التي تبعدهم عن المحاسبة والملاحقة القانونية بعد فوزهم في الانتخابات، والبعض الاخر وهو المرشح غير الواثق من نفسه وغير المعروف في منطقته ولم يقدم شيئاً يذكر، ايضاً يسعى لهذا الاسلوب، والنواب السابقين الذين لم يقدموا لناخبيهم ما وعدوهم به، عادوا اليوم بدفع الاموال التي حصلوا عليها من خلال السلطة للبقاء فيها.

نتيجة للتجارب الانتخابية السابقة، وفشل الكثير من النواب بل البعض يقول جميعهم فشلوا في تأدية دورهم، والبعض يقول المجرب لا يجرب، والبعض يقول من دخل منظومة الحكم تطبع بطابع اصحاب السلطة ولا ينفع معه الاصلاح، والاخر يعطي نسبة للنواب الذين يستحقون انتخابهم مرة اخرى وانهم لا يتجاوز عددهم عدد الاصابع او 10%، ورغم ذلك فان هناك كتل سياسية اعادت مرشحيها السابقين في تحدي واضح وصريح  للراي العام ، بالاعتماد على جمهورها الذي ينتخب وهو (مغمض)وحسب ارادة القائد وتوجيهه، في حين يقول الطرف الاخر ان القدماء صارت لديهم خبرة دولية، واطلاع كامل على المشاكل وحلولها، ولكن على شرط امتلاكهم النزاهة والكفاءة والشجاعة والحكمة، وغير ملوثة ايديهم في الفساد وهذا اهم شيء.

وهناك من فقدوا الثقة بالنظام السياسي والانتخابات، وانهم سوف يقاطعون الانتخابات، لديهم قناعة تامة بان نتائج الانتخابات محسومة اصلا، وان التزوير سيد الموقف، وان المنافسة غير متكافئة بين اصحاب الاموال والسلطة والسلاح وبين من لا يمتلك غير الكلام، وان من يشتري الاصوات اليوم سوف يشتري المناصب غداً، وان التجارب السابقة سوف تتكرر، فالكثير من المناصب يتم توزيعها بين الاحزاب ، وتسعر حسب المردود المالي الذي تجلبه، فالمدير العام في وزارة النفط والكهرباء يختلف عن المدير العام في وزارة الموارد المائية، ولان المؤسسات الرقابية الذين يراقبون عمل المؤسسات التنفيذية اصبحوا جزء من العمل التنفيذي،  وغايتهم الحصول على المنافع الشخصية على حساب النفع العام.

ورغم كل هذه المحبطات لابد من التحلي بالمسؤولية وحسن الاختيار، فهناك مواصفات ينبغي للمواطن وضعها على المرشح الذي يختاره، كالصدق والامانة وعدم خضوعه للمغريات ، ومن ابناء المنطقة ويعرف احتياجاتها وما تعانيه، ومن له السبق في الخدمة والجهاد ودفع الاعداء، ومن يجلب "الحقوق" من(حلك السبع) وليس الواوي والضبع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك