هادي بدررالكعبي ||
بات العراق على أعتاب انتخابات برلمانية من المقرر ان تجرى في ٢٠٢١/١٠/١٠ وتبرز في ثناياها العديد من السمات التي تتباين نسبتها وأسبابها،ومنها ظاهرة المرشحين المستقلين الذين يحتلون (٧٨٩) مرشحا مستقلا وهو عدد ربما يفوق الجولات الانتخابية السابقة،ونحن نحاول الوقوف وراء الأسباب والعوامل الكامنة في ترشيح هذا العدد من المستقلين وما هي انعكاسات فوزهم على المشهد السياسي في العراق:
أولا/ الأسباب:
أ- اللجوء إلى المرشحين المستقلين من قبل بعض القوى السياسية هو لغرض تخطي حالة الضعف أو التراجع في القوة الشعبية أو الانتخابية لها في الشارع السياسي نتيجة فقدان الثقة بتلك القوى وكذلك للسير في موكب المنقذين بعد أن أصبح المرشح المستقل هو البديل المفضل عند البعض من الجمهور الانتخابي لكي يعاد إلى المشهد السياسي طعما ولونا جديد.
ب-ان سعي بعض المرشحين المستقلين للدخول في المارثون الانتخابي والفوز في عضوية مجلس النواب هو لأجل الطموحات الشخصية في المنصب ودعما للوجاهة الاجتماعية والذود عن كافة أشكال النفوذ لأجل التغطية على تلك الأشكال واكسابها القوة.
ت-وجود شعور لدى المستقلين بأن هناك نفور شعبي وجماهيري من بعض الأحزاب السياسية ومرشحيهم نتيجة الخلافات السياسية والصراع على المواقع وغياب البرامج...إلخ،وكل هذه الأمور أدت إلى تركيز هؤلاء المرشحين المستقلين باتجاه خوض السباق الانتخابي بعيدا عن القوى السياسية العاملة في المشهد السياسي العراقي.
ث-النظام الانتخابي الجديد أدى إلى جعل رغبة المرشحين المستقلين في المشاركة في الانتخابات متاحة دون الحاجة للمشاركة في الأحزاب السياسية.
ح-وجود رغبة لدى بعض القوى السياسية بازدياد عدد المرشحين المستقلين لأنه ينسجم مع رغبتهم بعدم تحمل الأداء البرلماني والحكومي السلبي في الفترة المقبلة لاسيما مع بقاء نقص الخدمات وانتشار الفساد والبطالة وغيرها من المشاكل.
خ-الذهاب باتجاه المستقلين هو لأجل تخفيف حدة الاحتقان الشعبي والظهور بحله جديد تنسجم مع المطالب الشعبية.
ثانيا/ الانعكاسات المحتملة:
أ- إمكانية ارتهان المرشح المستقل إلى احد المحاور السياسية لأجل توفير السند الحزبي له، وايضا إمكانية شراءه من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية.
ب- ترسيخ قضية المرشح المستقل ولاسيما المدني أو العلماني لدى الجمهور الانتخابي والأحزاب السياسية هي مناورة من بعض الاطراف الاقليمية والدولية في غاية الخطورة لأجل ازاحة رجالات الخط الاسلامي داخل الأحزاب السياسية الإسلامية حتى يتم ترتيب الأوضاع بصورة جديدة داخل تلك القوى بما ينسجم مع رغبة من يقف خلف هذا المشروع الخطير.
ت- حداثة تجربة المرشح المستقل البرلمانية تجعله عاجزا عن تجاوزها وتحقيق طموحات الشارع العراقي.
ث- المرشح المستقل الفاقد للسند الحزبي سيكون ضعيفا أمام القوى السياسية المؤثرة والقوية.
ح- نتيجة القانون الانتخابي الجديد فإن بعض الناخبين يتجهون صوب المرشحين المستقلين الذين يتوسمون فيهم تقديم الخدمات الشخصية أو الفئوية سيؤثر على تشكيل مجلس النواب العراقي القادم لاسيما عندما يكون المستقلين مجرد أرقام غير متكتلة ولا في إطار منمق لعمل برلماني منظم يمكن التعويل عليهم.
خ- تضعيف الانضمام إلى الأحزاب السياسية وعدم انعاشها بدماء جديدة.