عدنان جواد ||
في بداية الثمانينات بدأت ماسي العراقيين في الحروب ، حيث وقفت دول الخليج وكعادتها ، وقفة غير مشرفة بدعم صدام للاستمرار في الحرب العراقية الإيرانية بعد نجاح ثورة الإمام الخميني (قدس)، وليكون الشعبين العراقي والإيراني حطبا لهذه الحرب التي دامت 8 سنوات وبعد توقف الحرب لم تفي بوعودها لنظام صدام بالتعويضات بعد ان كانوا يصفونه بحارس البوابة الشرقية والبطل القومي وقائد القادسية الثانية في حرب العرب ضد الفرس، والسماح له بتصدير النفط خارج ضوابط الاؤبك لتعويض خسائر الحرب، لكنهم بدل ذلك اخذوا يضخون النفط بكميات كبيرة فاغرقوا السوق العالمي بالنفط مما ساهم في تراجع اسعاره، الذي بنا عليه النظام امال كبيرة في استعادة قوته وأعمار المدن التي دمر بعضها في الحرب، فغزا الكويت بعد ان بلع الطعم الذي خططت له الدول الكبرى وبتنفيذ الدول العربية الادوات التي تجيد اللعبة وتنفذها بحذافيرها، فكانت النتيجة حرائق ودمار وحصار.
عادت الدول العربية لتقف موقف غير اخلاقي اخر بفرض الحصار على الشعب العراقي والعرب يعلمون ان الحصار على الشعب وليس على السلطة التي اشتد عودها وزادت قوتها، حيث يموت العراقيون بطريقة اخرى غير الحرب بنقص الغذاء والدواء وهجرة الأطباء، الامر الذي ادى الى تفشي الاوبئة والإمراض وهلك الالاف من الاطفال نتيجة سوء التغذية وعدم وجود العلاج وبدل من ان يساهم العرب في اسقاط النظام او فك الحصار عن الشعب العراقي بعد ان طال الزمن بعد احتلال الكويت والانسحاب منها ، وإنما طلبوا من الولايات المتحدة ببقاء الوضع على ماهو علية، اي بقاء صدام ضعيفا وشعبا محاصرا افضل من الشيعة في الحكم! عندما حدثت الإنتفاضة الشعبية في محافظات الوسط والجنوب.
وفي بداية تشكيل الحكومات بعد ٢٠٠٣، وبعد ان حدثت في العراق التجربة السياسية الجديدة التي كانت خارج ارادات الدول العربية ، وأول من حاول افشالها هم العرب بعدم الاعتراف بالحكومة الجديدة وخلق الذرائع والحجج والمطالبة بالديون وبث قنواتها الفضائية سموم التفرقة بين الشعب العراقي ، وقام العرب بإرسال الانتحاريين مع الاموال لإفشال التجربة السياسية الجديدة ، ووصفت الحرب في ايام القوات الامريكية انها ضد الاحتلال ، وبعد ان انسحبت القوات المحتلة!، اخذوا يستهدفون الجيش والشرطة والمناطق المدنية بدعوى ان الشيعة هم الذين يحكمون وهم عملاء لإيران، والشيعة عند بعض العرب كفار ويجب محاربتهم ويجب قتلهم، وعادة منظمة الامم المتحدة والقوى العظمى تنظر بعين واحدة مع الاسف ودائما المتضرر من هذا الموقف الضعفاء، واليوم يعول بعض الساسة العراقيين على الدول العربية، ونسوا بسرعة ما فعلوه في السنوات الماضية بالشعب العراقي، حتى الملاعب العراقية لازالت تحت الحصار، وهناك دول اضعف من العراق ولا يتوفر فيها الامان ويتم اللعب في ملاعبها، صحيح أن مقالة ألف صديق ولا عدو واحد ولاباس بذلك ولكن الثقة المطلقة بهؤلاء سوف تعيد الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فهل يعقل إنها تضخ الأموال في أيام الإنتخابات البرلمانية من أجل الشعب العراقي ووحدته!، أم لمخططات تنفذها من أجل زج جهات سياسية وأشخاص ينفذون ما يطلب منهم بعيداً عن مصلحة الوطن.
وينسى رجال السياسة الأحداث ما قبل تشكيل الحكومة الحالية، وماذا فعلوا بالمالكي عندما أراد إخراج القوات الأجنبية، و كيف ضخت الأموال من أجل إسقاط حكومة أرادت الاستقلالية في إتخاذ القرار والذهاب نحو الصين والمانيا لتنمية الإقتصاد والقضاء على أزمة الكهرباء والسكن، مايهمهم أن يبقى العراق ضعيفا مستهلكا، لا صناعة ولا زراعة ولا صحة ولا تعليم وأن رجال الدولة مجرد مقاولين وتجار، واذا ارادت ان تعمر ففي الشمال والمناطق الغربية، أما في الوسط والجنوب، غايتها ابقاءه متخلفا في كل شيء، يسوده التناحر الحزبي والعشائري، فينبغي توحيد الجهود والانتباه لمصلحة البلد وليس لمصلحة الاخرين الذين ما يهمهم ضعف العراق ودليل ذلك التدخل الخارجي الذي يفتت وحدة العراق ويشيع الفوضى والخراب، ويتم ذلك باختيار من يتصدى لهذه المشاريع التخريبيه من بعض الدول العربية.