د. رعد جبارة☆||
سواء كانت ذكرى ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول أو في السابع عشر منه فإن إحياء هذه الذكرى وإظهار الفرح و السرور والسعي إلى رصّ صفوف المسلمين في أسبوع الوحدة الإسلامية يعتبر من أروع المعطيات و أفضل القرارات التي اتخذتها الثورة الإسلامية و الحركة الإسلامية في أنحاءالعالم.
فمنهج التفكير الرسالي و نمط النهج الوحدوي بين شعوب الأمة الإسلامية هو الصائب في ضوء التطورات المعاصرة و التحديات القائمة في وجه العالم الإسلامي والعربي. وهذا ما أدركه مبكرا الإمام الراحل روح الله الخميني (قدس) فقرر إعلان أسبوع الوحدة الإسلامية بين أتباع خاتم المرسلين من سواحل المحيط الأطلسي حتى اقاصي إندونيسيا وماليزيا؛ والتي تضم أمة المليار ونصف المليار مسلم.
وهناك نقطة مهمة تتعلق بحلية واستحباب الفرح بمولد النبي الأكرم الذي بُعث رحمة للعالمين و القرآن الكريم يصدع بالقول:
[قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا]
أليس من فضل الله و رحمته ميلاد النبي و مبعثه (ص) رحمة للعالمين [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] ؟
وما الضير على دين الله في أحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وانشداد المسلمين له وتمسكهم بأخلاقه وسيرته وأهل بيته؟
ألم يقل الله تعالى:
[وذكّرهم بأيام الله] ؟
أليست الآية الكريمة تؤكد:
[وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين] ؟
فالفرح جائز بل و مستحب شرعاً وخاصة لو لم يقترن به منكر و معصية وبالخصوص في المناسبات الاسلامية كميلاد النبي (ص) و مبعثه وهجرته والاسراء و المعراج وانتصاره في بدر والأعياد وغيرها.
وكمثال على مانقول؛ فرحة أهل المدينة بهجرة نبي الرحمة و قدومه إلى يثرب و استقباله باهازيجٍ خلّدها التاريخ وكتبها إخواننا مورخوا أهل السنة كالطبري وابن هشام و... حيث أنشد الناس:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
مادعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمرالمطاع
جئت شرّفتَ المدينة مرحباً ياخير داع
ولم ينهَ النبي الأكرم (ص) المحتفلين عن إبداء فرحتهم به.فلماذا ينزعج البعض من ذلك؟
ختاما؛ لابد من القول إن الوحدة الإسلامية هي الخیار الوحید لانتصار الأمة الإسلامية وصون دين الله من شياطين الجن والإنس.
☆مؤلف وباحث اجتماعي
◇مجلة الكلمة الحرة◇