محمود الربيعي ||
اصدر البرلمان التركي للدولة الجائرة على شمالنا الجريح يوم الثلاثاء الماضي قرار مستهترا جديدا يفوض السلطان العثماني الجديد بتمديد وجود قواته العسكرية في العراق لمدة عامين جديدين في اشارة واضحة لإنتهاء مدة المئة عام التي اقرتها معاهدة لوزان بين البلدين المحتلين لاراضي العراق تركيا وبريطانيا عام 1923 .
وانتظرنا اسبوعا كاملا ونحن نترقب صوتا أو بيانا او همسا او اشارة من حكومتنا التي يرأسها صديق السلطان اردوغان الى حد تعديل ياقته المقلوبة امام شاشات الفضائيات العربية والتركية والعالمية في مشهد مخز يكشف عن ما لايستوعبه المقال من نظرة دونية ذكرتنا بالأسلوب اللاأخلاقي الذي انتهجه ذات السلطان الصديق مع رئيس الحكومة العراقية الأسبق في رده على رفض الاستهتار .
ولأننا لانريد لمقالنا المحزون هذا ان يطول فتمله العيون دعونا نسأل وندري اننا سنظل بلامجيب ولو انتظرنا مابين المشرق والمغيب وتركنا المساء عليلا دون مراجعة الطبيب .
لماذا يصمت الكاظمي وحكومته وساسة البلد وقادته وجمهور الاعلاميين والمدونيين والناشطين عن كل الانتهاكات التركية للعراق ابتداءا من تاريخهم الاسود عبر قرون مديدة وانتهاءا بأيامنا وسلوكياتنا البليدة ؟
لماذا لايبادر العراق الى تجديد شكاواه الى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة مطالبا بتنفيذ قرار البرلمان العراقي القاضي باخراج كافة القوات الاجنبية من العراق؟
واذا كانت حجتهم هي وجود قوات المعارضة العسكرية الكردية المعروفة بالببكة فلماذا لايتم التفاهم مع صديقهم الكردي الذي منحهم من نفط العراقيين مئات ملايين البراميل دون ان يرى العرب والكرد والشبك والتركمان والصابئة والمسيح ومن فاتني ذكرهم من الوان الطيف المسحوق دولارا واحدا منها لحد الان ؟
يبدو ان اردوغان السلطان يستثمر جيدا في العراق ويخطط لإستكمال خطة الاحتلال معولا في ذلك على مشروع الدولة الفاشلة التي رسمها اصدقاؤه الامريكان في بلاد الزعماء المتقاسمين المغانم والمكاسب والذين لم يحرك احد منهم شفتيه او اصابعه ليطلق حرفا رافضا او منددا او مستنكرا او مستهجناً وهو يرى العراق يتحول الى مكب للنفايات التركية التي تنتشر راياتها على غطاء لعبة التكتك التي تغص بها شوارع المدن المنسية تعبيرا عن الايمان بالحرية .
اعرف ان كلامي لاينفع وان الحكومة لاتقنع ، لكني اعول على همة الرجال المقاومين في تحرير بلادي من نير المحتلين وهذا هو المصير الحتمي لأمة هزمت الاحتلال وسحقت داعش وما زالت جراحها تنزف بسبب اصدقاء الحاكمين .
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم