المقالات

اللاترادف في القرآن الكريم..الاستعمال الدقيق بين دم ودماء

1642 2021-11-07

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    تناقشت مع صديقتي (زهراء رحمن) حول إمكان أن يكون الفرق حاضرًا بين كلمتَي: دم، دماء في اللغة العربية، لكن ارتأينا بحثها قرآنيًا.

    ذهبنا إلى الاستعمال القرآني، وبعد البحث في السُّوَرِ المباركات والآياتِ الكريمات… وجدنا الاستعمال القرآني استعمالًا دقيقًا، على وفق الآتي:

١- كلمة (دم)

يستعملها القرآن الكريم في الموارد:

أولًا: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ… ﴾

[المائدة: 3]

ثانيًا: ﴿قُل لَّآ أَجِدُ فِى مَآ أُوحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍۢ يَطْعَمُهُۥٓ إِلَّآ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا… ﴾

[الأنعام: 145]

ثالثًا: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ… ﴾

[الأعراف: 133].

رابعًا: ﴿وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٍۢ كَذِبٍۢ… ﴾

[يوسف: 18].

·        عدد مرات ذِكْر الكلمة:

ذُكِرَت الكلمة على هذه الصورة سبع مرات، أي ذُكِرَت كذلك في السُّوَر: [البقرة: 173], [النَّحل: 66], [النَّحل: 115].

·        بيان الاستعمال القرآني:

أ- استعمال صياغة كلمة (دم) يختصها القرآن الكريم للحيوانات وليس للإنسان.

ب- يستعمل كلمة (دم) في موارد التحريم مع الحيوانات المحرمة؛ دلالة على ارتباط الكلمة بالتحريم.

ج- استعمل صورة وتعريف المحرَّم من الدم، وهو (الدم المسفوح)، وهذا الدم يشمل الحيوانات غير المحرمة مثل الأنعام، والمقصود به الدم الذي يخرج من الحيوان في أثناء ذبحه حتى ينفد؛ لذلك أسماه (المسفوح).

٢- كلمة (دماء)

يستعملها القرآن الكريم في الموارد:

أولًا: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ… ﴾

[البقرة: 30].

ثانيًا: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَٰقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ… ﴾

[البقرة: 84].

ثالثًا: ﴿لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ… ﴾

[الحج: 37].

·        عدد مرات ذِكْر الكلمة:

ذُكِرَت الكلمة على هذه الصورة ثلاث مرات، وهي التي ذكرناها في أعلاه.

·        بيان الاستعمال القرآني:

أ- لا يستعمل القرآنُ مع الإنسان ألا كلمة (دماء).

ب- الملازمة بين (دماء الإنسان) واصطلاح (السَّفْك، تسفكون)، ولم يستعمل (السَّفْح، المسفوح) الذي يستعمله مع دم الحيوان، ومِنْ هنا أخذنا دلالة الاستعمال: (وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) المذكورة في سورة البقرة (آية: 30) على أنها تشير لدماء الإنسان.

ج- استعمل القرآن كلمة (دماء) في المورد: (دِمَآؤُهَا) في سورة الحج (آية: 37) ربما بسبب حِليَّة اللحوم المقصودة، والسبب الثاني الأقوى عندنا هو ربطها مع اسم لفظ الجلالة (الله)، أي: لا بد أن تكون قضية مُحلَّلة، حتى يحكي عنها سبحانه وتعالى أنَّ لحومُها ودماؤها تنال اللهَ أم لا، لأنّ (لحومُها، دماؤها) وردتا هنا بموقع الفاعل المرفوع.

·        وقفة مع نبي الله يعقوب (ع):

﴿وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٍۢ كَذِبٍۢ… ﴾

[يوسف: 18].

لماذا قال هنا (بدمٍ كذب) ولم يقل (بدماءٍ كاذبة)؟

الجواب:

لأنَّ النبي يعقوب (ع) كان يعلم بما فعله إخوة يوسف، فهو الذي منحهم الخطة البديلة عن قتل النبي يوسف دون أن يشعروا بذلك؛ إذ قال لهم:

﴿قَالَ إِنِّي لَيَحْزُننِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَاف أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْب وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ﴾

لذلك، لم يكن الدم على قميص النبي يوسف (ع) دمًا بشريًا حتى يعبِّر عنه القرآن الكريم باستعماله الخاص (دماء)؛ فكان الاستعمال دقيقًا نظرًا للملازمة، وهي ليست دماء النبي يوسف، لكنه كان دمًا كذبًا، وصِفَةُ الكذب حضرت لأنّ مادة الدم غير مادة الدماء في هذا المورد.

والله أعلم، والحمد لله ربِّ العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك