صابرين البغدادي ||
أن للنخبة السیاسیة وظائف ورؤى تختلف وتتمیز بها عن باقي النخب الأخرى ، فتشكیل رأي سیاسي حول قضیة ما تشغل الرأى العام داخل الدولة ، هو أمر متعلق بالنخبة و قدرتها على التأثیر فى ادراكات الجماهیر عموما و متخذ القرار خصوصا، حیث ان النخبة السیاسیة قد تلعب دورا محوریا فى صناعة القرار السیاسي ، ومن ثم یتوقف نجاح تأثیرها فى المدخلات التى تستخدمها فى إطار عملیة دینامیكیة تسعى من خلالها لاعادة صیاغة الموضوعات السیاسیة التى تهم الجمهور ، وذلك لغرض الوصول إلى أفضل صیغة مشتركة وموحدة للعمل في إطار المجتمع ومواجهة مشكلاته وأزماته المختلفة
. وفي إطار التأثیر المتزاید لهذه النخبة في إحداث التغییر فإنها قد تطرح مبادرات تتماشى مع ایدلوجیاتها فى حالة وجود صراع سیاسي على السلطة ، وتحاول من خلال هذه المبادرات ان تعید صیاغة الواقع بما یحفظ التوازن داخل المجتمع أو تحقیق مصالح خاصة بها . وينطلق الباحث من إشكاليتين رئيسيتين، الاولى تتعلق بالتغیرات التى تلحق بالنخب السیاسیة والاجتماعیة. فافتراض وجود نخبة فاعلة فى المجال السیاسى لا یتأسس بالضرورة على ثبات هذه النخبة فقد تتغیر ویحدث دوران للنخبة من نظام لاخر.
فطالما أن المجتمع یتعرض لتغیرات فى بنیته فإن هذه لابد وأن یلحق بالمكون السیاسى، و الاشكالیة الثانیة تدور حول هل یتوقف نجاح النخبة السیاسیة فى التأثیر على صانع القرار على امتلاك النخبة لعدة مقومات تؤهلها لهذا التأثیر، أم أن الأدوار الناجحة للنخبة السیاسیة مرهونة بعوامل أخرى مثل طبیعة النظام السیاسي ورؤیته لدور النخبة السیاسیة و الأیدلوجیة التي تتحكم فیه، ومدى قناعته بأهمیة وجود النخبة في الحیاة السیاسیة .
https://telegram.me/buratha