وليد الطائي ||
عندما كنا صغارا في المدرسة الإبتدائية قرائنا في القراءة وبحضور معلمتنا آنذاك الست إيناس، أن نهري دجلة والفرات يجريان من تركيا، لكن الآن أخبرتنا قناة دجلة وكذلك قناة الشرقية وأخواتهما عبر لسان السياسي التاجر بالأموات، أن نهري دجلة والفرات يجريان من إيران، وأن العطش الذي يقتل أبناء الجنوب سببه إيران، هكذا يقول إعلام ال أمية.
وهذه الكذبة صدقها البسطاء والأغبياء على حدا سواء، اما نحن في جنوب العراق نموت ببطء وبألم، وحكومة المنطقة الخضراء وإعلامها، يتفرجون علينا كيف نموت، العطش قتلنا، الجفاف سيقضي على جنوب العراق وثرواته، يحزننا ونحن نشاهد التاجر السياسي يتاجر بموتنا بلا رادع أو محاسبة،
مدافعا عن تركيا يبرر قطع المياه عن الشعب العراقي، ويرمي الكرة في ملعب إيران، وإيران نفسها تشهد احتجاجات وتظاهرات بسبب قطع المياه عن مدن أصفهان، لا أريد أن أكون بمقالي هذا مدافعا عن إيران، إنما الذي أقوله نحن في جنوب العراق نموت ببطء مؤلم وشديد، فقدنا الحيوانات والطيور بسبب الجفاف، وفقدنا الزراعة بسبب قطع المياه عن أراضينا وأصبحت الأنهار يابسة، ولا كأن الأمر يعني حكومتنا العلمانية المدنية ، الحكومة ستطلق المبادرات عندما تتيقن أن العطش قضى علينا تماما وجعلنا شذر مذر، عندها ستنطلق الحكومة الشعاراتية بمبادراتها الفيسبوكية وتحول الهور مرك والزور خواشيك.
والا ما هو المانع أن تقوم الحكومة حاليا بإطلاق مبادرات لاستحداث اساليب الري الحديثة بل تستدعي أبسط فلاح ويرشدها بالمبادرات التي تنعش الحيوانات والطيور بل تنعش الزراعة، كما نطالب شبكة الإعلام العراقي ورئيسها المحايد كلش والداعم والمساند لجنوب العراق، بما أنهم يملكون جيشا جرارا من الإعلاميين والصحفيين نطالبهم بإرسال فريق إعلامي يوثق الجرائم الإنسانية والكوارث التي تعرض لها الجنوب المظلوم،
وإنقاذ هذا الجنوب المظلوم من المؤامرات ولو لمرة واحدة فقط،،