الدكتور ناظم الربيعي ||
أذهلني تصريح السيد وزير الداخلية الفريق عثمان الغانمي عندما صرح في لقاء متلفز إن اكثر من نصف الشباب العراقي يتعاطى المخدرات وأن هذه الآفة تنتشر بسرعة كالنار في الهشيم بين الشباب رغم الجهود التي تبذلها وزراة الداخلية لمنع انتشارها ومحاربتها ولو عدنا
الى الأسباب التي جعلت من الإدمان على المخدرات وتعاطيها ظاهرة شائعة بين الشباب خصوصا في الوسط والجنوب وحتى بغداد لعرفنا أن من يقف وراءها قد تكون مافيات مرتبطة بجهات سياسية أو عصابات الجريمة المنظمة التي عاثت في الأرض فسادًا مستغلة البطالة وأنعدام فرص العمل للشباب سواء كانوا من الخريجين أو ممن لم يكملوا تعليمهم اضافة الى أبتعاد الشباب عن الدين وانتشار ظاهرة الإلحاد بين صفوفهم وعدم مراقبة الأهل مراقبةصارمة تمنع انحرافهم خصوصًا الوالدين ومحاسبتهم بقسوة مما جعل هؤلاء الشباب أداة طيعة بيد عصابات الجريمة والمافيات التي تريد زعزعة إلامن والنظام ونشر الجريمة والفساد وانتهاك الحرمات وجني أموال السحت الحرام يضاف الى ذلك عدم وجود عقوبات شديدة ورادعة للمروجين والناقلين والمتعاطين للمخدرات بكافة انواعها سواء كانت المخدرات المعروفة او المخدرات الرقمية أو المخدرات الأكترونية
فقد لا يعرف الكثيرون أن هناك تعاطي للمخدرات من نوع اخر وهو دخيل على المجتمع العراقي وهو مايعرف بالمخدرات الرقمية التي لايعرف عنها الكثيرون لكنها منتشرة مع الأسف انتشار واسعا وكبيرًا بين صفوف الشباب و هي عبارة عن عن موسيقى خاصة تبث عبر مواقع الكترونية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الى فئات عمرية محددة في بداية الأمر تكون مجانًا حتى توصلهم الى مرحلة النشوى والإدمان يكون تاثيرها مباشرا على الدماغ ولفترات محددة بعدها يتم قطع بث تلك الموسيقى عنهم وفي ذات الوقت يتم أرشادهم الى مواقع محددة تقوم ببث تلك الموسيقى لقاء مبالغ مالية تدفع عن طريق الفيزا كارت مما يضطر هؤلاء الشباب بعد أن اصبحوا من المدمنين عليها ولا يستطيعون التخلي عنها للحصول عليها من خلال استخراج فيزا كارت تمول من قبلهم بمبالغ مالية وبالدولار يحصلون عليها بأي وسيلة كانت لدفع المبلغ المطلوب وحسب المدة المطلوبة ولكل فترة زمنية سعر محدد يبدأ بعشرة دولارات ثم يتصاعد لتلك المواقع بغية سماع تلك الموسيقى والوصول الى مرحلة النشوى والإدمان عن طريق الهدفون وكأنهم تعاطوا اقوى انواع المخدرات كالكرستال والهيروين والحشيشة وغيرها من الأنواع المعروفة
هذا النوع من المخدرات هو اخطر من تعاطي المخدرات المعروفة لم يسلط الضوء عليه إعلاميًا وصحفيًا بالشكل المطلوب لتوضيح مخاطره من قبل الجهات المسؤولة سواء وزارة الداخلية او هئية الاعلام والاتصالات وشبكة الأعلام العراقي و جهاز إلامن الوطني وجهاز المخابرات لمنع انتشاره ومعاقبة متعاطية كل حسب مسؤليته واختصاصه
وأول ما يمكن اتخاذه من اجراء رادع هو حجب تلك المواقع من قبل هيئة الأعلام والاتصالات من على المواقع التي تروجها ومن ثم اصدار توجيه القنوات الفضائية والإذاعات لبث الاعلانات والبرامج التحذيرية وبث البرامج التوعوية بهذا الصدد تستظيف المختصين بالجانب النفسي والطبي والأمني لتوضيح مخاطر هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا والتي دخلت البيوت بلا استأذان لتخريب عقول شبابنا على أن تاخذ وزارة الداخليةزمام المبادرة بتقديم مسودة مشروع قانون الى مجلس الوزراء لمنع ومحاربة هذه الظاهرة من خلال قانون يتظمن عقوبات رادعة على من يتعاطاها او يروجها او ينقلها ومن ثم ارساله الى مجلس الدولة لمراجعته ومن ثم إرساله الى البرلمان لتشريعه
المطلوب قبل كل ذلك حملة اعلامية كبيرة تشترك فيها كل الجهات المعنية لتسليط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة ومنع انتشارهاو تكثيف الندوات التوعوية والبرامج التلفزيونية والاذاعية لتبيان مخاطر تلك الآفة التي بدأت تنهش بجسد المجتمع العراقي لقطع دابرها عن طريق الوصول الى كبار تجارها وناقليها ومتعاطيها والقاء القبض عليهم بعد مراقبة الحدود البرية و المنافذ الحدودية والمطارات والموانئ لمنع دخول تلك المخدرات بأي شكل من الأشكال فعندما يصرح وزير الداخلية إن نسبة التعاطي والادمان وصلت الى أكثر من %50 بين صفوف الشباب فهذا يعني أن ناقوس الخطر بدأ يدق وبصوت عال فعلى الجميع العمل على ايقاف زحف هذه الظاهرة ومنع انتشارها لانها ستقضي على مستقبل العراق وأمله كون الشباب هم مستقبل العراق وأمله وبالتالي ستنهار قيم المجتمع بأكمله ومن ثم أنتشار ظاهرة الجريمة والفساد والأنحراف الأخلاقي وهدم كل القيم النبيلة التي يتحلى بها الشعب العراقي ولات ساعة مندم
ــــــــ
https://telegram.me/buratha