حسين فلامرز ||
مامر يوم الا وظهر لنا مقطع فديو يمجد باللهجة العراقية وروعتها! ومامر يوم حتى نقرأ تقرير عن نسبة الفقر والجريمة في العراق! وفي كل يوم نقرأ عن خروج العراق من تسلسل المنظومة التعليمية العالمية وان عدد الايتام وصل الى عشرة ملايين نسمة وان المنتخب العراقي لكرة القدم سيصل الى كاس العالم وان خمسين بالمئة من الشباب يتعاطون وان بغداد هي اخر مدن العالم بالنظافة وان الكتل السياسية غير نزيهة وان العراق اغنى دولة في المنطقة وان العراق فقير بماءه وزرعه ونفطه وان القوات الامريكية ستغادر وأن القوات الامريكية باقية وان الكهرباء جاهزة للخصخصة وان الكهرباء لن تستعدل ابدا وانه تم توظيف الاجراء اليوميين وانه لاتخصيصات لهم وعودة المفسوخة عقودهم وهاهم يتظاهرون على قارعة الطريق! جرب واكتب مقالا ادبيا او علميا او حتى ثقافيا وانشره على التواصل الاجتماعي ليعجب به احد عشر او ثلاث عشر قارىء وبالتأكيد سيصل بالالاف اذا سمعت عن جريمة او موضوع يكون محفز للعن والسباب. جرب ان تكذب فقط لانه اعجبك الكذب وقلت ماتود الكذب فيه! حتى ترى ان موضوعك اصبح حقيقة وحينها عليك ان تتقمص الشخصية وتغلو في كذبك! كم من أسد ولد في غير زمانه!!!! العراقيين مستهدفون في كل يوم من قنوات التواصل الاجتماعي!!! مقاطع فديوية رخيصة الثمن والفحوى تنال من العراقيين في كل يوم وفي كل لحظة! اعلام ضحل يصل بنا الى مستوى كارثي حيث ان الصنف الواحد منهم وبتصريحات نارية يملاون التواصل الاجتماعي ويشطرون العراقيين الى اقسام وليس الى قسمين! مقاطع مدفوعة الثمن تحول الغول الى بلبل ويصدق الغول كذبهم! الكل مستهدف والكل يعاني الناشر والقارىء والمطلع والناقل والمتحدث والمستهدف! التواصل الاجتماعي قصم ظهر العراقيين!!! نقطة راس سطر وقد تم استهدافهم مع سبق الاصرار والترصد وقد تم استهدافم ونجحوا! فالرقعة لاتكفي لاخفاء الشق!!! والان نحن في مواجهة مع انفسنا! ألا يجب ان نبدأ من مكان ما ونقنن ونضبط ايقاع التواصل الاجتماعي من اجل الحفاظ على ماتبقى! فهو نفس الشخص ونفسه وذاته يبكي ثم يضحك ويضعف ثم يقوى ولايرحم ان سنحت الفرصة. انسان بسيط وطيب و صاحب حاجة يتحول الى غول أو آفة عند استخدامه التواصل الاجتماعي الرخيص الثمن! القصص كثيرة والجمهور حاضر للتجحش والانقسام وفي اي لحظة! لذا لابد من وقفة! لاصحاب العقول النيرة! قننوا استخدام التواصل الاجتماعي فمردوده سلبي حتى لو كنتم انتم فيه المنتصرون! فبين الاحباب العراقيين لايوجد غالب او مغلوب وانما عراقيين سعداء او تعساء. لقد اخترق الجسد العراقي الكثير من الفيروسات القاتلة بسبب وهن الجسد ومرضه واستسلامه لادوات التواصل الاجتماعي!! كم من طبيب مات بسبب وهس مريض له!! مهما كنت تتصور حالك ستنفجر الفقاعة في وجهك حتى لو كنت وسط اسراب من الملائكة.