المقالات

ذكرى الثورة الإسلامية المباركة الثالثة والأربعون


  د. علي حكمت شعيب *||   التحوّل الوجودي الوحيد المضيء في سماء القرن العشرين بعد ظلمات الحربين العالميتين فيها والذي أشعّ بنوره على الأرض كلّها. كان الثورة الإسلامية المباركة في إيران التي تموضعت بقوة على الخريطة الدولية الجيوسياسية بعد جهاد وكفاح خارجي وداخلي واجهت به التهديدات لا سيّما الحرب العراقية الإيرانية المدارة امريكياً والمؤيدة عالمياً والحصار الأمريكي الجائر المستمر. وأزالت به نقاط ضعفها لتبني شعباً متماسكاً واثقاً بقيادته مطيعاً لها ومؤمناً بتحقيق النصر على أكبر قوة في العالم تحت راية الإسلام المحمدي الأصيل. يرفعها ويشتق منها رؤيته قائد سائر على خط الأنبياء والصالحين يتمثل صفاتهم ويقتفي أثرهم ويسير على هديهم. عازم على إزاحة ظلم المستكبرين عن المستضعفين في العالم كافةً لأي دين أو قومية أو طائفة أو مذهب انتموا. هدفه استنقاذ المقهورين واستعادة حقوق المحرومين. قائل بالحق عامل للأجر مخاصم للظالم ومناصر للمظلوم يخوض الغمرات للحق أينما كان ولا يخاف في الله لومة لائم. قدوته أهل البيت عليهم السلام ومعينه الذي ينهل منه ثورة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام. والعدالة التي ينشدها هي عدالة إمامه علي بن أبي طالب عليه السلام ذلك هو الإمام الخميني العظيم. إن ما يلفت بقوة في مسيرة الجمهورية الإسلامية التي انبثقت عن الثورة في إيران هو تموضعها ذو السرعة القياسية التي لم تعهدها البيئة الدولية في تاريخ الدول. إذ تمكنت من أن تصبح قوة إقليمية وازنة متجهة بثبات نحو استكمال مواصفات القوة الدولية في غضون ٤٣ سنة من عمرها. ولأن تشكل بسياستها الحكيمة تحالفاً مع أبرز قوتين دوليتين الصين وروسيا مناوئتين للهيمنة الأمريكية. إن من أبرز الثمار الطيبة المستمرة التي تخرجها هذه الشجرة المباركة هي آثارها الإيجابية الكبرى على شكل النظام العالمي الجديد ومساهمتها الفاعلة في مخاضه التحوّلي الحالي الذي يُتوقع أن يتولد منه نظام عالمي متحرر من الهيمنة الأمريكية الغربية التي عاثت في الأرض فساداً ونهباً لثروات الشعوب وتسلطاً وهيمنة عليها لتُفتح صفحة جديدة من تاريخ العالم حيث يسود الاحترام للإنسان وقيمه ويتعزز التعاون بين الدول وتقل النزاعات فيما بينها.  لقد كانت الثورة الإسلامية المباركة رحمة كبرى للعالم بإيجادها حراكاً كبيراً في مياه البيئة الدولية لن تهدأ معه قبل الوصول إلى بيئة دولية تتقبل العدالة وترفض الظلم والعدوان وتتحقق فيها كرامة الإنسان.   * أستاذ جامعي/ الجامعة اللبنانية ـ بيروت
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك