زهير حبيب الميالي ||
ابتعاد الشباب عن الله سبحانه وتعالى، وعن رسله ودينه، والتجائهم الى الإلحاد والكفران، اسباب كثير ويمكن تلخيصها بثلاث اسباب،
١_ الديني
٢_ الاجتماعي والفكري
*فلو تكلمنا عن الجانب الديني،
فقلنا ان ضعف الدين لدى، الانسان يولد له ضعف الثقه بالنفس يقول البعض ( إنَّ أوربا تركت الدين فتقدمت ونحن تركنا الدين فتخلفنا ) وبسبب هشاشة ايماننا بالله، أصبحنا عرضه للتغير في مواقفنا، ومبادئنا وقيمنا، ولم تبقى النا خطوط حمر، لانتجاوزها، بل اصبح العدو الذي يريد ان يضرب الدين الاسلامي، يقلبنا يميننا ً وشمالاً كذرة الرمل في الصحراء،
ويتساءل عن السبب الذي يقف خلف ذلك، وكانت هناك اجابات مُتعددة .ما نعتقد به ان اوربا قد تركت (الدين) الذي كان سبباً في ضعفها وتخلفها وحروبها الخارجية والداخلية والتي تعبوا من عناوينها حتى اصبحوا يسمونها تبعاً للفترة التي تستغرقها كحرب المائة عام وحرب الثلاثة والثلاثين عام وهكذا .
(الدين) الذي تركوه إنما كان نسخة مشوهة من الديانة المسيحية تُرسخ سلطة الكهنة والقياصرة وتستضعف المجتمع وتسلبه ارادته وحريته وما يملك تحت اللافتة الدينية وتحوله الى أداة للحرب والاعتداء والتفرقة، لذلك حينما تركوه واستبدلوه بفكر الانسان المُتعلم تمكنوا عندها من اقتحام ميدان العلم والفكر بما أنتج لهم تلك الحضارة وإن كانت مادية وتُعاني من الجدب الروحي والمعنوي، لكنها بالمحصلة قد عالجت جانب اساسي في حياة الانسان وهو تطور حياته المعاشية والاجتماعية وإن جاء ذلك على حساب الجوانب المعنوية . في حين كان المجتمع الاوربي قبل ذلك يعاني ويفتقد لكلا الجانبين في حياته .
اما نحن أمة الإسلام فلقد تركنا الدين الذي كان السبب في وعينا ووحدتنا وقوتنا وتطورنا وعلومنا واستقامتنا واستقلالنا، ولأننا وبإرادتنا أو بوحي من الآخرين لنا اعتقدنا جهلاً ان الدين عندنا هو ذاته الذي كان في اوربا من حيث مفاعيله، وإن الثورة الصناعية والتكنولوجية وحتى الاجتماعية التي بدأت بالظهور في أوربا ليس بمقدورنا اللحاق بها ومواكبتها ما لم نقوم بما قاموا هم به وهو ترك الدين . " لا هم حينما تركوا الدين رجعوا الى موروثهم الروماني واليوناني لينتفعوا منه في بناء حياتهم الاجتماعية والسياسية " ، ولكن نحن حينما تركنا الدين لم يك لدينا موروث سياسي واجتماعي قبل الإسلام يصلح ان نعود اليه ننتفع منه، لذلك لم يك امامنا من خيار غير محاولة تقليد أوربا، وهنا بدأت مأساتنا إذ اعتمدنا على بضاعتهم في كافة مجالات الحياة وبتخطيط دقيق من الأوربيين ذاتهم تحولنا الى مُستهلكين لما ينتجوه . ولتبدأ قوتهم بالتطور والتوسع وما بأيدينا من قوة بدأت بالضعف والتخلف والتشرذم، ثم لاحقاً بدأ يتوفر لديهم فائض بالقدرة ليتمكنوا من خلاله من الزحف باتجاه ديارنا ليرسموا لنا المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي بما يتناسب مع مصالحهم التي تقتضي اضعافنا والتخلي عن ديننا .
وأصبح الشباب اليوم يرتادون المقاهي، ويبتعدون عن المساجد بسبب التصحر الفكري الذي يعيشه الشاب والتصحر الديني، الذي اصبح شاباً سطحياً لايمتلك ثقافة رسالية تؤهله الى مقاومة الهجمة الشرسة المضاده، بسبب اعناقه للدين طقوسياً وليس فكريأً وعقائدياً،
ومن هنا بدأت حكايتنا ففشلنا وتأخرنا وسنبقى هكذا ما لم نعود الى سبب قوتنا وعزتنا ألا وهو ديننا فنتمسك به ونعمل بهُداه، لنستعيد انتمائنا الواعي والفاعل ونتعرف الى مكامن قوتنا، والى طريقنا الذي يجب ان نكون فيه، ونعرف كيف نسلكه، ولمَن نُسلم أزمّة امورنا .
*أما الجانب الفكري والاجتماعي ٠
طبيعة التخلف الذي يعانيه الشاب، من كل جوانبه الفكري والعقائدي، ولد له شخصية انهزامية غير مقاومة، لاتصمد امام اي تحد، وبذلك اصبح فكرية سطحي غير واعي، يحكم العاطفه، في اغلب أموره الحياتية والمصيريه منها، وابتعد عن العقل السليم، واضافة الى ذلك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الشاب اليوم، بنسبة كبيرة جدا، وجعلته يصدق في كل شيء، دون ان يحكم عقله، وبذلك فان اغلب مصنعي وسائل التواصل الاجتماعي لديهم فكره او مشروع يريدون ايصاله من خلال تلك الوسيلة، وبأي ثمن، وبذلك اسثمروا تلك الوسائل، بتغذية الأفكار المنحرفه والنتنه، التي تمسح الدين والاخلاق، وتغير سلوك الفرد، تغير جذري، يصعب السيطره على مقاومته،
وبذلك فان أعتقد ان العاملين الديني والاجتماعي، مجتمعين في ابعادنا،، عن الاخلاق والمساجد ودور العباده بسبب وعدم توقير الكبير.