سوسن خليل ||
إن الإمام الكاظم(ع)إمام الجميع،فكما كان بلسما وترياقا وملاذا للناس في عصره،علماء وعامة،من كل حدب وصوب،كذلك كان لنا ملاذا وأمنا،فكل محتاج وكل ملهوف يقصد ضريحه،وقد غذتني أمي بطيبتها ومحبتها لأهل البيت ولاسيما الإمام الكاظم(سيد بغداد) ومازالت صورتها وابتسامتها لاتغيب عن مخيلتي،ومازلت أراها بهيبتها وعباءتها وهي تتوجه لزيارة الإمام،بل حتی بعد تخرجي من كلية الآداب جامعة بغداد،كلما فكرت برؤية صديقاتي والاجتماع بهن،تختار أمي ضريح الإمام لنلتقي،فتجلس بوجهها الباسم وتقابل الضريح وتدعو وتتمتم وتبتهل،فسبحانك اللهم،كيف جعلت وجود هذا الإمام الهمام فاعلا علی مر العصور والأزمان؟! وماهوالسر الذي منحته له حتی تنزل السكينة والراحة علی كل من يقصده ويدعوك تحت قبته؟! وكيف نشكر ألطافك يا الله علی هذا الكرم؟وكيف أشكر أمي علی تربيتها لي،وتغذيتها لي بالمحبة؟
ولاشك أن أمهاتنا طريق من طرق بقاء وتواصل هذا الفيض وامتداده،ففطرتهن كانت سليمة وقلوبهن كانت نقية،وكل شيء في حياتهن كان تلقائيا؛لذا كنّ قويات،شديدات البأس،صبرن علی كل المحن ولم يفرطن بدنيهن وببيوتهن وبأولادهن وبطقوسهن الجميلة.
فالسلام علی سيد بغداد وأمانها والسلام علی أمي،والسلام علی كل قلب مُحبٍّ،أدمن زيارة الإمام الكاظم وذاق حلاوة وصاله،واستنشق عبير جنته،والسلام علی كل كف،تدق باب الإمام وهي تردد
"دگينا الباب،نريد منك الجواب ياباب الحوائج"
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha