رجاء اليمني* ||
الزكاة ركيزة أساسية من ركائز الإسلام. لهذا اعتنى بها الاسلام وحضَّ عليها نبيننا ونزلت آيات من القرآن الكريم تتكلم عن الزكاة وتحبب الناس فيها. لهذا يجب أن يكون القائمين عليها من المؤمنين المخلصين الذين يعلمون أنها أموال عامة ويجب أن تؤدى ألى أصحابها، ويجب أن لايكون العمل عشوائيًا حيث يأخذها من لا يستحق؛ وإن ذلك إثم كبير على كل من يتولى العمل. لذا لا بد من تشكيل لجنة من المخلصين في كل حارة وليس اخذ الأسماء من المشرفين وعقّال الحارات والذي اتضح أن معظمهم بلا ضمير أو انسانية. بحيث أن هناك عائلات تستلم من أكثر من جهه وعوائل متعففة في بيوتها تقاسي ألم الجوع والفقر. ويتحمل المسؤوليه من قام بالعمل ووليه على العمل.
فاتقوا الله في المساكين وفي المستحقين لللزكاة. ولا تخلطوا الامور واعلموا بان الله يطلع على كل الامور. وان كانت ذرة في باطن الأرض يعلم بها الله وسيجزى عليها وأنكم محاسبون.
فالزكاة في اللغة: النماء والزيادة يقال: زكا الزرع إذا نما وزاد، ويطلق على المدح؛ لقوله تعالى: *فلا تزكوا أنفسكم *﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} * [النجم:32] وعلى التطهير؛ لقوله تعالى: {قَد أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:9] أي: طهرها عن الأدناس، ويطلق على الصلاح يقال: رجل زكي أي: زائد الخير من قوم أزكياء، وزكى القاضي الشهود: إذا بين زيادتهم في الخير، فسمي المال المخرج زكاة؛ لأنه يزيد في المخرج منه، ويقيه الآفات. الزكاة هي: إخراج قدر معلوم من مال الأغنياء لإغناء المعدم، وسد حاجاته ورعاية لمصالحه، ومغفرة الذنوب، وهي تزكية للنفس وتنمية الأجر. وفي الشرع: «حق يجبى في مال خاص، لطائفة مخصوصة، في وقت مخصوص، وتسمى صدقة؛ لأنها دليل لصحة إيمان مؤديها وتصديقه؛ وهي أحد أركان الإسلام، وهي واجبة بالإجماع، وسنده: وآتوا الزكاة ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ٤٣﴾* [البقرة:43]
إن للزكاة ثمانيّة مصارف حدّدها الله -تعالى- في القُرآن الكريم، ولا يجوز إخراجها لِغيرِهم، وهم في قوله -سبحانه-: *(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)*.
وذكرهم فيما يأتي:-
1- الفقير: وهو الشخص غير القادر على الكسب، وقيل: هو من يملك مالاً أقلُّ من نصاب الزّكاة، أو أقل من حاجته، ويكون بمرتبةٍ أقلّ من المسكين.
2- المسكين: هو الشخص الذي يكسب ولكنّ بأقل مما يحتاج إليه، وقيل: هو الذي لا يملكُ شيئاً.
3- العاملون عليها: وهم الموظّفون من قِبل الدولة؛ لِجمع أموال الزّكاة، وحمايتها، وتسجيلها، وغير ذلك من أعمال الزّكاة، فتكون رواتِبُهم من مال الزّكاة.
4- المُؤلفةُ قُلوبُهم: وهم زُعماءُ وسادات المُشركين الذين يدخُلون في الإسلام، فهم جديدو عهدٍ بالأسلام؛ فيُعطون من الزّكاة؛ تأليفاً لِقُلوبِهم، واتِّقاءً لِشرهم، وهم أيضاً ممن يُعطون من الزّكاة طمعاً في إسلامِهِم، فقد أعطى النبي -عليه الصلاة والسلام- صفوان بن أُمية من غنائمِ يومِ حُنينٍ، فيُمكنُ إعطاءُ غير المسلم من هذا السّهم.
5- في الرّقاب: وهُم العبيد والأسرى، فيجوز صرف جُزءاً من أموال الزّكاة لِفداء العبيد.
6- الغارِمون: وهُم الغارِقون بالديون بسبب الكوارث، أو الإصلاح بين الناس، وليس بسبب المُحرّمات كالخمر والميسر، ويُشترط لإعطائِهِ أن يكون مُسلماً، وغير قادرٍ على السّداد، وأن لا يكون الدّين مُؤجّلاً.
7- في سبيل الله: وهُمُ المُقاتلون الذين لا راتب لهم، ويدخُل فيه كُلُ عَمَلٍ فيه خدمةٍ للإسلام.
8- إبن السبيل: وهو الغريب الذي انقطع عن ماله وأهله، ويُشترطُ لإعطائه أن يكون سفره في غير معصيةٍ، وأن لا يجد من يُقرضه.
ومن ثمرات الزكاة والصدقة الكثير من الفوائِد والثّمرات، ومنها ما يأتي:-
*إكمال المُسلم لدينه* حيث إن الزكاة أحد أركان الإسلام، بالإضافة إلى تحقيق طاعة ربّه؛ بتنفيذ أوامره، وطمعاً في ثوابه ورضوانه، ودُخول جنّته.
تثبيت المحبّة بين الغنيّ والفقير، وتطهير النّفس؛ بإبعادها عن البُخل والشُّحّ، وتعويدها على الكرم والجود، لقوله -تعالى-: *(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)*، بالإضافة إلى حُصول البركة والخَلَف من الله -تعالى-، لقوله: *(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)*.
دليلٌ على صِدق صاحِبِها، وتُلحقه بالمؤمن الكامل؛ بمحبّته لإخوانه المُسلمين، بالإضافة إلى انشراح صدره، وطيب نفسه.
تماسُك المُجتمع وترابُطه، وتُبعد عن الفقير الحقْد ضد الأغنياء، وتمنع الجرائم الماليّة؛ كالسرقة.
النجاة من حر يوم القيامة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: *(كلُّ امرِئٍ في ظلِّ صَدقتِهِ، حتَّى يُفصَلَ بينَ النَّاسِ أو قالَ يُحكَمَ بينَ النَّاسِ)*، وتُعين الإنسان على معرفة الله -تعالى- وحُدوده، وتفقُّهِه في الدّين؛ لمعرفته بالزكاة وما يتعلق بها من أحكام.
تطهير المال، ووقاية صاحبه من الفساد، وإعانة الفقير على طاعة الله -تعالى-، وترغيبه في فعل الخير، كما أنها من أسباب التمكين في الأرض، وفيها زيادة الهُدى والفلاح والرِّزق، كما أنها سببٌ من أسباب قضاء الحوائِج، وتفريج الكُربات، وستر صاحِبِها في الدُنيا والآخرة، وتنَزُّل الرحمة. نَيَل الثناء من الله -تعالى- الوارد في قوله: *(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)*.
ترغيب الناس في الإسلام، وتحبيبهم به؛ مثل سَهم المُؤلفةِ قُلوبهم، وتخفيف الهُموم والدُيون عنهم، وتجهيز المُقاتلين للجهاد في سبيل الله، وتحرير العبيد من رِقّ العُبوديّة لغير الله -تعالى-. نيل الشأن العظيم في الدُنيا والآخرة، إذ إنّ المرء في ظِّل صدقته.
نماء المال وزيادته، وحُصول التواضع والرحمة بالآخرين، والشُعورِ بِهِم
وبذلك اكتفي.
فهل هناك عقول وقلوب لهذا الكلام أو أنها مجرد رياء أمام الناس او إمتناع من اخراج الزكاة بأسباب باطلة؟
*والعاقبة للمتقين*
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha