بهاء الخزعلي||
منذ خروج قوات الولايات المتحدة من العراق عام ٢٠١١ مهزومة مذعورة بسبب ما لحق بها من العمليات العسكرية للمقاومة العراقية، وهي تفكر بصورة جديدة لمنع القوى الوطنية من الوصول لقيادة العراق، فلجأت الى سياسة خلق الازمات وتدويرها لصالحها، فخططت لعدة سيناريوهات وكل مرحلة ولها سيناريو خاص من افتعال الأزمات.
السيناريو الأول: في عام ٢٠١٤ عمدت الولايات المتحدة بواسطة حلفائها في العراق إلى تهيئة أرضية خصبة لدخول داعش، ثم دعمت ذلك بقوة وامتنعت عن تسليح العراق أو دعمه وذلك لتمنح الفرصة لداعش بالتقدم أكثر لأسقاط حكومة السيد المالكي، ثم لحق ذلك هجمات إعلامية كبيرة لتحميل السيد المالكي المسؤولية كاملاً، ولكي لا تقع الولايات المتحدة في نفس الخطأ التي وقعت به في سوريا، وسيناريو صمود الرئيس بشار الأسد الذي جعل منه بطلاً بنظر شعبه ونظر الشعوب الحليفة له، طلبت من حلفائها الضغط على السيد فؤاد معصوم لتنحية المالكي وتنصيب رجل أخر للمرحلة وهو السيد العبادي.
السيناريو الثاني: وهي مرحلة مابعد عام ٢٠١٨، حيث حقق العراق نصراً كبيراً لم يكن في حسبان الولايات المتحدة، وكان ذلك بفضل فتوى المرجعية في النجف الاشرف أدام الله بقائها، وتكاتف أبناء الشعب من أجهزة أمنية وحشد مجاهد ومواطنين، حيث تمكن العراق العودة الى مكانته الحقيقية وهي مرتبة الجهاد والنصر، فتمخض عن ذلك إجراء الانتخابات ليتوجه العراق كبلد حر منتصر مقتدر لإدارة البلاد بحسب مصالحه، وعندما توافقة الكتل الفائزة على تسمية رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي، والذي توجه الى الصين لإقامة مشاريع إقتصادية إستراتيجية تحسن من وضع العراق كبلد يمتلك ثروات هائلة، لم يعجب ذلك الجانب الأميركي فسارعوا بتنفيذ السيناريو الثاني وهو تأجيج الشارع على الحكومة، فدعمت العديد من منظمات المجتمع المدني مادياً للمساهمة بتلك الخطة، حتى تمكنوا من إزاحة السيد عادل عبد المهدي وإيقاف مشروع التنمية الاقتصادية في العراق.
السيناريو الثالث: وهي فترة حكم السيد الكاظمي، وبعيداً عن سيناريو التجويع والافقار الذي كان يعمل عليه السيد الكاظمي، كانت هناك إيادي بعضها خفية وبعضها معلنة تخطط لمرحلة الانتخابات، وكانت عرابة ذلك المخطط هي مبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت، والتي رتبت جميع أوراقها لإدارة الانتخابات بحسب ما كلفة به، وما كلفة به هو (ضمان خسارة جميع القوى الوطنية في تلك الأنتخابات) أو ما تعرف بالقوى الرافضة للوجود الأميركي، وذلك لضمان أن حكومة العراق الجديدة لا تذهب بإتجاه الشرق وتبقى متوجهة غرباً، وذلك ما نتج عن الانتخابات فعلياً.
ختاماً: الصراع على تشكيل الحكومة صراع محتدم، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بتشكيل الحكومة، ومن يعتقد بأنه سيشكل الحكومة ليبني العراق بعيداً عن الشرق أو الغرب فهو واهم، ولكي يصل لذلك الخيار عليه أن يتحد مع الجميع، بشرط أن يكون قرارهم الأول هو إخراج جميع القوات الأجنبية من العراق، لأن الوجود الأجنبي لا يسمح بتشكيل حكومة وطنية للعراق وما تقدم من حديث هو خير برهان.