د.حسين فلامرز ||
تعتبر الثقافة الاقتصادية رأس المال الرئيسي الذي يمكن أن يستثمره الفرد او تستثمره العائلة من أجل المضي قدما في حياة لاتستحق القتال بقدر ما تحتاج فيها الى الاستمتاع بكل لحظاتها سواء كانت في السراء أو الضراء! لقد تحول غالبية المجتمع العراقي الى منطق القباحة وهو يطرح كل مافي داخله بطريقة خادشة للحياء وبجرأة تتراوح مابين السب والشتم الى استخدام الرصاص القاتل مرورا بالفضائح واسقاط القيم! هذا الذي يحدث كفيل باسقاط الامة العراقية الى لارجعة!
ماحدث حادثة الا واستثمره قرقوزات الشارع والفضائيات والكارهين من ورائهم في سبيل خلق قضايا تجعل الشارع وجمهوره ينقضون على بعضهم البعض بدلا من ان يكونوا سندا لبعضهم البعض في اوقات حرجة نحتاج فيها التعاضد ورص الصفوف! باختصار ان موضوع غلاء الاسعار واهم اسبابه هو ضعف الثقافة الاقتصادية لدى العائلة العراقية والاستهلاك المفرط الذي يجعل التجار في حالة تسابق مع الزمن في توفير المواد المطلوبة وتعجيل دورة حياة جني المال السريع وكل هذا يدفعنا الى النظرللموضوع بطريقة اهدا ويتطلب التفكير الاف المرات من قبل المستهلكين قبل ان يبدأوا بالصراخ والعويل حول غلاء الاسعار! ببساطة "اشتري فقط الضروري" ولا غير ذلك! ان شراء الضروري فقط سيجعل الاسعار ضمن الاطار المقبول وارباح التجار معقولة لكون التجار عليهم و يجب ان يتخلصوا من البضائع المكدسة في مخازنهم.
ماذا سيحدث اذا ما قرار المستهلكين بترشيد الشراء الضروري فقط! سيحدث الكثير ويقف التجار على ساق واحدة وحينها يجب ان يتم استضافة التجار من اصحاب المرؤة في جلسات حوارية وعلى الفضائيات التي تسعى لعراق ذكي تمتاز حواراته بالادب الرفيع باحثين عن حلول حقيقية في كيفية تحقيق اكتفاء اقتصادي للفرد العراقي وبمشاركة فاعلة في ترشيد الاستهلاك والحفاظ على دورة خياة التجارة في وقت يعيش العالم اسوء مرحلة فقدان الثقة في النظام العالمي.
ان معظم العراقيين الذين يشتكون في كل يوم لديهم مصاريف غير مهمة ولاعلاقة لها بمفردات الحياة الحرة الكريمة التي يسعى الفرد لبنائها على دعائم يعتمد عليها حين حدوث اعاصير الدهر الغير مضمونة. اعمل للدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا!