المقالات

لا تكوني ساذجة..!

1511 2022-03-29

  هيثم الخزعلي ||   بهذه العبارة رد سفير الصين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، على مذيعة قناة CBS الأمريكية أثناء مقابلة معه قبل ايام.  موقف الصين من الحرب الروسية الاوكرانية دقيق جدا  وحرج، حيث بينت الصين بأنها تدعم الحوار السلمي، وبنفس الوقت تتفهم المخاوف الروسية فيما يتعلق بامنها القومي.  هذا الموقف الصيني يأتي لعدة اعتبارات، فالصين تربطها علاقات تجارية قوية - خصوصا في مجال الطاقة- وسياسية  مع روسيا.  حيث وقعت اخيرا مع روسيا عقود واتفاقيات  لزيادة صادرات الغاز الي الصين من ٣٩،٢ الى ٢، ٤٩مليار متر مكعب.  وزيادة صادرات النفط لأكثر من ١،٧برميل يوميا.  والصين لديها علاقات اقتصادية مع أوكرانيا التي أصبحت جزءا من مبادرة الحزام والطريق.  فالصين تقوم ببناء بنى تحتية كبيرة في أوكرانيا في مجال الطاقة الشمسية والموانئ وآلقطارات.  وكانت الشركات الصينية اخر من انسحب من أوكرانيا بعد الحرب .  بنفس الوقت الصين لاتريد ان تغامر بعلاقتها مع الغرب حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا ١٨٪ من حجم تبدلها التجاري.  اما تبادلها التجاري مع روسيا لا يتجاوز ٢٪ من حجم تبادلها التجاري الخارجي.  الصين تحاول أن تمسك العصا من  الوسط فهي ترسل مواد غذائية وطبية الي أوكرانيا.  بنفس الوقت تحتفظ بعلاقتها التجارية والمالية مع روسيا.  وما لفت انتباهي هو المقابلة  التي أجرتها قناة cbs الأمريكية مع السفير الصيني في أميركا.  حيث سألته مقدمة البرنامج  آن كانت الصين ترسل أسلحة الي روسيا.؟  والحقيقة آن السؤال وقح وغير واقعي فأن الولايات المتحدة تمتلك ٣٦٪ من مصانع سلاح العالم وهي المصنفة الأولى بانتاج السلاح.    وتحل روسيا بالمرتبة الثانية ب ٢١٪ من مصانع السلاح، وتاتي والصين خامسا ب٥٪ من مصانع العالم. فلا تحتاج روسيا لأي مساعدة عسكرية من الصين، ثم سألته المقدمة لماذا لا تدين الصين الغزو الروسي؟ فكانت اجابته وصفا دقيقا للحكومة الأمريكية حيث أجاب :-(لاتكوني ساذجة) الحقيقة آن الادانات لا توقف الدول العظمى عن تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ولكنها ربما تزيد من التوتر بين روسيا والصين وتقطع جسور التواصل بينهما. وقال نحن لا نحتاج الادانات نحن نحتاج ل(الحكمة، الشجاعة، ودبلوماسية افضل ). ان ما تريده الولايات المتحدة من الصين هو الانضمام للغرب بالعقوبات على روسيا.  فرغم كل العقوبات على روسيا ما زال ٨٥٪ من سكان العالم غير مقاطعين لروسيا، وأهم هذه الدول الصين والهند وباكستان.  والصينيين يدركون آن انتهاء الولايات المتحدة  من حرب روسيا سيجعلها تتفرغ للصين.  وهم يسخرون من مطالبة أميركا للصين بالوقوف ضد روسيا، الي درجة آن احدى الاعلاميات الصينيات لخصت رغبة أميركا بتغريدة على تويتر حيث كتبت:- (ارجو ان تساعدني بقتال أصدقائك لاتفرغ لقتالك لاحقا )..  واعتقد ان لسان حالها يقول كلمة السفير الصيني dont be naive لا تكوني ساذجة...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك