وليد الطائي ||
يبدو أن يد أمثال ابي سفيان لا تزال تعبث للتفرقة بين المسلمين متظاهرة بالولاء لآل البيت الأطهار،
لذلك يجب وضع سيرة الإمام علي نصب العين لدفع شر هؤلاء المنافقين.
أن شيعة العراق طيلة ثلاثين عاماً تعرضوا إلى شتى المظالم والمجازر والاعدامات الجماعية، والتهجير والسجون،وهدم بيوتهم ومصادرة ممتلكاتهم، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
وهذه الأفعال الإجرامية كلها حصلت بتوجيه من المقبور صدام حسين، وإشراف شخصي منه،
ومن أجهزته القمعية بمختلف صنوفها،
وقضى على العلماء ورجال الدين والمراجع العظام والمثقفين والكتاب وكل من يختلف معه بالرأي، يصبح إيرانياً وتبعياً ويجب أن يغادر العراق،
بل يقضي على عائلة كل من يختلف معه ثقافياً
ودفع شيعة العراق الثمن الباهض آنذاك.
بسبب كذبه أطلقها عليهم الملعون صدام وهي التبعية الإيرانية، وراح ضحية هذه الكذبة الملايين من الشيعة الأبرياء ، أعدموا بلا ذنب،
ويبدو لي أن هذه التهمة الصدامية البعثية بدأت تتجدد وتتطور وتتوسع أكثر بعد سقوط الصنم الدكتاتوري، وبدأ يستخدمها شركاء الشيعة في العراق، وأعني السنة والكرد، واستخدموا كل وسائل أعلامهم، ضد الشيعة وقادتهم ورموزهم الوطنية،
ثم سوقوا في الإعلام مصطلحات وأوصاف جديدة، ذيول إيران ، عملاء إيران، وكلاء إيران في العراق، والخ من المصطلحات الخبيثة.
ويبدو لي أن تحول هذا الأمر إلى مشروع حقيقي بعد دخول داعش وسيطرتها على محافظات غرب العراق، التي يسكنها غالبية سنة العراق، وكذلك الكرد،
ومن ذلك الوقت الذي انطلقت به فتوى المرجعية الدينية المباركة للدفاع عن العراق، ضد الغزو الإرهابي الداعشي الخليجي.
تصدى مشروع معاداة المرجعية الدينية وكل من استجاب لفتواها المباركة، ومنذ عام ٢٠١٤ وإلى اليوم مستمر هذا المشروع الصدامي البعثي الماسوني، واعتقد اندمج بعض الشيعة مع هذا المشروع وأصبح هذا البعض متبنياً ومروجاً بلا وعي وداعماً لمشروع استهداف المرجعية بهذه المصطلحات.
واستهداف كل من يتبع المرجعية الدينية، بل وصل الأمر إلى تقسيم الحشد الشعبي، بين حشداً ايرانياً، وحشداً ولائياً، وحشداً عشائرياً، وحشداً وطنياً، وحشداً عتباتياً،
وأصبح واضحاً هناك طرفاً شيعياً متبنياً لهذا الفكر الانحرافي الذي خلفه صدام وحزبه البعثي، وراح يطلق على كل من يختلف معه سياسياً،
تبعياً وذيلاً إيرانياً، ويعمل لصالح الخارج، والمقصود بالخارج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتحول التمادي إلى أكثر من ذلك،
وصارت المطالبات بأن تكون المرجعية الدينية عربية، وليس فارسية أو هندية.
ولا اعرف متى أصبح الإسلام، إسلام قومي وعربي ووطني وخليجي، يبدو أن هؤلاء يريدون من الإسلام والدين يتحولان إلى خدمتهم ويريدون مرجعية تروج لأفكارهم السياسية،
فأنا أعتقد إذا لم تتصدى الحوزة العلمية والفكرية والمعرفية في النجف الأشرف، وتشرح للمجتمع الذي سيطرة عليه جهات سياسية واستغلت فقدان المعرفة لهذا المجتمع الذي انهكه المقبور صدام حسين وحزبه البعثي بالأفكار القومجية،
فإن لم تأخذ دورها الحوزة العلمية، وتجعل المجتمع فاهماً لأمور الإسلام والمسلمين والدين والتدين ومعنى الفقة عند الشيعة ومعنى وجود المراجع العظام، وشرح واجباتهم وواجبات من يتبعهم، ومعنى التقليد عند الشيعة،
إذا لم يكن ذلك، فسوف يصل التمادي والتطاول، على الإمام المهدي ع، ويشككوا بكل عقائد ومعتقدات الشيعة، ويستغلوا الضعف وفقدان الوعي عند البسطاء، ويحققوا من خلالهم مشاريعهم السياسية الخبيثة.