عدنان جواد ||
ما قاله الرئيس الامريكي بايدن في احد خطاباته مؤخراً، عن تغيير الرئيس الروسي بوتين، او تغيير النظام في روسيا، لأنه اشعل حرب جديدة لقتل الناس، ثم عاد وقال انه لم يقصد انه من يغير الرئيس الروسي وانما الشعب الروسي، ولكن الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية قد ناقشت هذا الامر في غرفها المظلمة، وفي اجهزتها الاستخبارية ، فظهرت على لسان الرئيس، فالعقل الامريكي يمتلك اسلحة ومعلومات استخبارية وتجسس وانها تستطيع التحكم بالعالم،
وان الحرب في اوكرانيا حرب غير عادلة وغير متكافئة ومن دون مبرر قانوني، فهي بين دولة عظمى تمتلك اسلحة فتاكة ودولة ضعيفة كأوكرانيا، والبعض يقول ان الغرب وامريكا جروا روسيا لهذه الحرب ووضعها في مستنقع اوكرانيا لإضعافها ، والتوسع شرق اوربا، وهي اهداف سياسية لحلف شمال الاطلسي، وظهرت واضحة في هذه الحرب ، اما كراهية بايدن الى بوتين فهي عميقة، لان هذا الرجل استطاع ان يصل بروسيا الى دولة قوية تعيد دور الاتحاد السوفيتي في مواجهة تفرد واشنطن بالهيمنة على العالم.
لكن الواقع الذي تعيشه واشنطن حالياً هو الخوف من ترك عرشها بقيادة العالم لدول صاعدة اخرى كالصين وروسيا، وهي حين تدين روسيا على الحرب نست وتناست حروبها المدمرة واسقاطها انظمة ، فهي تشن الحروب بحجج اثبتت كذبها كأسلحة الدمار الشامل وتهديد السلم العالمي، ونشر الديمقراطية كما حدث في افغانستان وسوريا والعراق والعالم العربي والاسلامي، فأي دولة تعترض على سياستها تتعرض للحصار والعقوبات والضخ الاعلامي والمالي لإسقاط الانظمة فيها، وهي سابقاً قادت الانقلابات في تشيلي ونيكاراكوا وايران، وهي فرضت حصاراً على فنزويلا وكوبا وايران من اجل تغيير الانظمة فيها لأنها غير موالية لها، وهم اليوم يضغطون على روسيا لكي يظهر لهم غورباتشوف جديد يسلم ما تبقى من روسيا للولايات المتحدة الامريكية، ولكن هذا لن يحصل فالرئيس بوتين يحظى بشعبية اكبر بكثير من شعبية بايدن حسب اخر استطلاعات الراي في روسيا وامريكا، وروسيا تمتلك احتياطي كبير من الذهب ،
وهي مصدر للطاقة بأنواعها كافة والغذاء وهي تهدد الغرب بالمجاعة وهي حالياً تفرض على الغرب شراء منتجاتها بالروبل الروسي بدل الدولار، وهي سياسة يمكن ان تسبب سقوط الدولار، ولا ننسى الدول التي تقف خلفها كالصين والكثير من الدول التي تعارض الهيمنة الامريكية في الغرب والشرق، فالولايات المتحدة سوف تفقد عرشها بوجود بوتين وصمود روسيا، وبوادر ذلك بات واضحاً، فحلفاء واشنطن وحتى اتباعها الضعفاء وبعد ان شعروا بقوة روسيا وضعف واشنطن والغرب، اتجهوا صوب روسيا من اجل تامين الغذاء بعد ارتفاع سعره وشحته، بل البعض من الدول غير سياسته وعلاقاته مع الدول حسب المعطيات الجديدة، لشعورهم بل للمعطيات التي بين ايديهم، في ان نهاية الحرب سيكون العالم محكوم بقطبين ،
وهذا القطب الجديد سوف لن يسمح للقطب القديم بالتفرد باتخاذ القرار بالحصار والعقوبات وشن الحروب واسقاط الانظمة، وانه سوف لن ينسى من وقف معه ومن وقف ضده، والتساؤل المشروع ما هو تفكير الطبقة السياسية في العراق بشان التغيرات العالمية الجديدة، وهل مناقشة الوضع الاقتصادي وتشريع قانون الامن الغذائي والدعم الطارئ كافي، ام لابد من وجود سياسة واضحة تضع مصالح البلد فوق كل اعتبار، تلغي الخلافات السياسية والمصالح الشخصية بين القيادات المتعددة الاهواء والولاء .