( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) سورة الرحمن الاية 31
الإحسان مفهوم يشع نوره من عمق الفطرة الانسانية ، يصطبغ التعاملات العبادية والاجتماعية بأبهى الالوان ، فعندما تكون المعاملة مع الله عز وجل ّ يكون الإحسان بمعنى الإتقان ، اتقان العبودية وتقديمها بأفضل صورة وهذا المعنى يتحقق مع المنعم الذي لا تدانيه في العطاء فتُحسن اليه بالإذعان بما يربو عن حد التكليف الذي يطلبه منك فيرد لك إحسان الطاعة بإحسان بمعنى اخر وهو فعل الخير فيفيض عليك إحسانا ً مختلف الاوجه يفوق إحسانك المحدد الوجهة ، فهل جزاء من انتهج التوحيد ونطق بالشهادة الا جنة عرضها السموات والارض !! . هل جزاء الإحسان الا الإحسان .
أما في تعاملات الانسان الاجتماعية فهو وبحسب القدرة المسخرة بين يديه مخير بين ان يقدم الإحسان بالمفهوم الأول ( إتقان العمل ) أو ان يقدمه بالمفهوم الثاني ( فعل الخيرات ) وقد ورد عن امير المؤمنين عليه السلام ( أحق الناس بالإحسان من أحسن الله اليه وبسط بالقدرة بين يديه ).
الإحسان رحى المنظومة الاخلاقية ومنبع كل خير فهو وعي بصاحب الفضل وردّ جميل للمنعم وإدراك للحق والحقوق المترتبة ولايُخشى عليه الا من آفة القدرة فآفة القدرة منع الإحسان .
المُحسن اليوم في عالمنا عملة نادرة ، فلقد بلغ الشح اشده من ايسر افعال الخير كإفشاء السلام وصلة الارحام وخدمة الاسرة الى المراتب الاعلى من البذل هذا من باب فعل الخيرات وأما في باب الاتقان فالابتلاء ذاته فمن يقوم بحد تكليفه في عمله عملة نادرة ، فما بالك بمن يربو في عمله بإحسان ؟!
كل المفاهيم الخيرّة من الفضائل هي ابواب الى الله فتح ابوابها على مصارعها لاستقبال احبابه
( إن الله يُحب المحسنين ) و (إن الله مع المحسنين)
الا يكفي هذا الحب وتلك المعية للتمسك بفضيلة ايسرعطائها ان تمد لنا مع الله وصلا ً ؟!!
المهندسة بغداد
1 رمضان 1443
https://telegram.me/buratha